بيان ذكوري!

كل تشجيع لا يؤنث لا يعول عليه!

اخرجن يا نساء المغرب من مدرجاتنا وملاعبنا وعشبنا.
اخرجن من قمصان المنتخب.
اخرجن من كرتنا.
اخرجن من مقاهينا. ومقاعدنا. وتشجيعاتنا.
اخرجن من شوارعنا. وهتافاتنا.
اخرجن من شغفنا.
اخرجن من نهارنا. ومن ليلنا. ولا تزاحمننا في العودة إلى البيت. وفي الوقت المتأخر. وفي التاكسيات. وفي الطريق.
اخرجن من شاشاتنا. ومن حماسنا.
اخرجن من نقاشاتنا الكروية.
اخرجن من أفراحنا. ومن سعادتنا. ومن هوسنا.
اخرجن من صياحنا وصراخنا واحتجاجاتنا على الحكم.
اخرجن من منتخبنا الوطني.
اخرجن من لاعبينا. وبطولاتنا. وإلتراتنا. فكرة القدم لنا. ولن نقتسمها معكن.
ومهما شجعتن المنتخب.
ومهما كان دوركن كبيرا في تألق المغرب.
ومهما كنتم رائعات.
ومهما تفننتن في ارتداء القمصان وفي أشكالها. ومهما بدت عليكن جميلة.
ومهما ضحيتن.
ومهما رقصتن. ومهما بكيتن.
ومهما كان حضوركن كبيرا ومثيرا ومعلنا عن مغرب جديد.
فلن تقدرن على الخروج من حالة التسلل.
ولن تفهمن قاعدتها.
اخرجن
اخرجن
من أرضنا. ومن كرتنا. ومن لعبتنا.

ما هو هدفكن الحقيقي
يا مراهقات المغرب؟!
تظن المراهقات في المغرب أني أصدقهن وأصدق تشجعيهن للمنتخب الوطني. وأصدق أنهن. وبين عشية وضحاها. صرن مفتونات بمتابعة كرة القدم. وبالجلوس إلى غاية الأشواط الإضافية. وإلى غاية ركلات الجزاء. دون أن يسأمن. ودون أن يغادرن الماتش إلى الانستغرام. حيث الحياة الجميلة.
لكني لست مغفلا إلى هذا الحد كي أنخدع بهذه السهولة.
فقد كان هدفكن في كأس العالم. وفي كل مباراة يخوضها المنتخب المغربي هو ياسين بونو.
وهو زياش. وأبو خلال…
وفي كل مرة كانت الواحدة منكن تقع في حب لاعب. وتهيم. وتحلم به.
ولم تكتفين بالتشجيع. كما يفعل الأولاد ببراءة. بل كنتن تتنافسن على اللاعبين. و تضعن صورهم في واجهات هواتفكن. و تبحثن عن ماضيهم. وعن سيرة كل واحد منهم. وزوجته. وصديقته.
وليس في المغرب فحسب. فقد كادت الصبايا المصريات أن يشفطن بأعينهن بونو من الشاشة.
وفي الوقت الذي كانت فيه الفرق المشاركة تتنافس حول من سيفوز بكأس العالم. كنتن تتنافسن على نجوم المنتخب. وتحلمن بالفوز بقلوبهم.
ومحظوظة من يسجل لاعبها المفضل.
وكل مراوغة منه فكأنها هدية لها.
وكل تمريرة حاسمة. وكل هدف. فقد كان كرة عالقة في شباك قلبها.
ولذلك عانى الأولاد كثيرا من الصدود. وكم من واحد كان مع صديقته. بينما روحها وفكرها مرتبط مع لاعب يركض في ملعب الثمامة.
وأي مداعبة للكرة فقد كانت عبارة عن رسالة للمراهقات.
أي ابتسامة- لغز من بونو فهي موجهة إليهن.
وحتى المقاهي التي كانت حكرا على الأولاد في وقت سابق. احتلتها البنات. وطردتهم منها.
وحتى أسعارها ارتفعت. وصار عصير البرتقال. بأربعين درهما. وأكثر.
ولعله بسبب كل هذا الحب من طرفكن نجح المنتخب الوطني. وحقق معجزة التأهل إلى نصف نهائي كأس العالم.
فلم يحدث أبدا أن حصل لاعبو فريق على هذا الكم الهائل من الحب. من الجمهور في الملعب. ومن المراهقات. في كل المدن. والقرى.
وبينما كان الأولاد في السابق يشتمون اللاعبين. تغيرت المعطيات الآن. وفي كل مكان.كانت البنات يخضن معركة شرسة حول لاعبي المنتخب الوطني.
وكانت مشاعرهن من القوة. ومنها جاءت كل هذه النتائج المبهرة.
ومن عشق المراهقات البريء والصادق للاعبين. وللمغرب. تحققت هذه المعجزة. وهذا الحلم. الذي لم يرغب أي مغربي في الاستيقاظ منه.

من يدعمكن يا نساء المغرب؟!
من يدعمكن. من يمولكن يا نساء المغرب.
وفجأة. ودون سابق إنذار. ظهرتن. واحتللتن المقاهي. وسافرتن إلى قطر. لتشجيع المغرب.
وبعد أن كنتن تعتبرن كرة القدم رياضة مملة. وتشتكين منها. ومن تأثيرها السيء على الرجال. ها أنتن تملأن المدرجات.
وتشاركن المغربي الشارع. والليل. والنهار. والفرحة. والخوف. والمشاعر. والغضب. ونفس الهوس. وترتدين نفس القميص. وتتلفعن بنفس العلم.
فمن أرسلكن.
من حرضكن.
من أخبركن أنه الوقت المناسب لتخرجن. ولتقتسمن مع الرجال حب المنتخب.
من أسر لكن أن المغرب سيصل إلى نصف كأس العالم.
من وشوش في آذانكن أن هذه هي الفرصة. وعليكن أن تنتهزنها.
من حرضكن.
وأي قوى عظمى. وأي مخابرات. وأي جهات. جعلتكن تقمن قومة امرأة واحدة. وتخلقن الحدث.
قلن لنا صراحة. من يمولكن يا نساء المغرب.
من جعلكن تسرقن الأضواء في كل مباريات المغرب في كأس العالم.
من دفعكن دفعا إلى الخروج.
من اختاركن لتكن مفاجأة سارة أخرى في المونديال.
من صنع منكن أجمل مؤامرة على المشجعين الذكور.
من أراد أن يثبت بكن أن كل تشجيع لا يؤنث لا يعول عليه.

إطلاق رحلات جديدة نحو أمستردام ومدريد وبرشلونة ومالكا وبروكسل.
تساقطات مطرية غزيرة.. صوت القطار المزعج يتلاشى مع الزخات المستمرة.. كنت عائدا من الشمال الإيطالي، خلال سفر مهني من البندقية وصولا إلى تورينو.
مؤمنة بالجمع بين الاهتمامات مؤسساتية كانت أونقابية أو جمعوية حد الاعتقاد أنها كل لا يتجزأ. هي رئيسة لجنة الجهوية والتنمية القروية بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، ونائبة رئيس لجنة الميزانية بجهة مجلس طنجة تطوان الحسيمة، ومؤسسة جمعية وفاق للتضامن والمساواة وتكافؤ الفرص.