سمية كيو… أن تصل متأخراً أفضل من ألا تصل

بعد أن كافحت أكثر من خمس وعشرين عاماً من أجل أن تحافظ على منزلها التي أشرفت بنفسها على بنائه خطوة بخطوة، قررت أن تترك كل شيء من أجل سلامتها البدنية والنفسية،

والحفاظ على أبنائها من زوج مُتسلط وعنيف، سمية كيو لم تندم لحظة على قرار الطلاق .

تروي كيو لنساء لحظة قرار الانفصال قائلة: «كنت أتعرض للتعنيف على فترات متقاربة منذ بداية زواجي، ولكني دائما كنت أتحمل، وأقول من أجل أبنائي، غدا سيكون أفضل، لكن للأسف الأمور كانت تزداد سوءا، ووصلت لمرحلة عدم القدرة على الاستمرار، وكان لابد أن تكون لدي الشجاعة على الانسحاب والبدء من جديد، لم يكن قراراً سهلاً خاصة وأني غير حاصلة على شهادة البكالوريا، ولدي أطفال لابد أن يستكملوا مسارهم الدراسي، رفض والدهم الانفاق عليهم بمجرد أن تركت المنزل، وبدأت رحلة البحث عن الأمل التي لم تكن تنجح إلا بمساعدة أمي وأبنائي».
«حصلت على أكثر من تكوين في التعليم والتربية، وساعدتني لغتي الفرنسية الجيدة في الحصول على فرصة عمل في إحدى المؤسسات التعليمية الخاصة كمُعلمة في التعليم ما قبل الأولي، ولكن ظل حلم الحصول على شهادة البكالوريا يراودني وشجعني أبنائي على الحصول عليه بنظام البكالوريا الحرة، وبالفعل حصلت عليها بمعدل جيد سنة 2021، وتوجهت للتعليم الجامعي بكلية الآداب، خاصة وأن أحلامي لا حدود لها وأتمنى الحصول على شهادة الدكتوراه في الأدب الفرنسي» تقول سمية لنساء.
يؤكد خبير الاقتصاد الاجتماعي أن سمية وغيرها هم من يمتلكون مهارة استغلال الفرص مضيفا: «هذا ما يمكن أن ننبه إليه القراء، هو ألا يضيعوا الفرصة، هناك دائما ظروف صعبة، ولكن فرصة قد تغير تلك الظروف، وهنا أود أن أتذكر معك موقف واحد فقط من ألاف المواقف التي مرت عليًّ، وهو مرتبط بفتاة في عمر السابعة عشر من سكان مدينة المحمدية، كانت تعاني من الاكتئاب بسبب علاقة عاطفية فاشلة و تعنيف زوجة أبيها لها ورفضها اعطائها وقت للمذاكرة، وإرغامها على القيام بالأعمال المنزل، نصحتها نصيحة واحدة في ذلك الوقت حيث قلت لها (ضعي الدروس في أذنيك من خلال السماعات وقومي بأعمال المنزل)، استمعت الفتاة لنصيحتي، توقفت زوجة أبيها عن تعنيفها، حصلت على البكالوريا بميزة جيد جدا، هاجرت إلى كندا في نفس العام، هي الآن مديرة فريق في شركة كندية كبرى، لو لم تتعامل مع المشكلة بذكاء لظلت إلى اليوم في شجار مع زوجة أبيها التي هي واقع لن يتغير إلا بتغيير مسار حياتها وهذا هو ما نجحت فيه».

السلوكات المتناقضة التي تعلن عن نفسها خلال الشهر والتي ينتقدها الجميع، كل سنة، ولكنها موجودة في يومياتنا».
المظاهر هي ما يتحكم في السلوك والمبالغة في الشراء والإفراط في الاستهلاك.
قدم عدد من مصممي الأزياء والمنتجات المغربية قطع أصيلة وأصلية من منتجاتهم في فضاء كاليري H، بمدينة الدار البيضاء، كاميرا نساء من المغرب رافقت المعرض لتنقل لكم الصورة.