صباحنا كله تفاؤل لا يقتصر على طبق واحد، بل ملونا تارة قصفا واغتيالا، وأخرى تجويعا وعطشا، ممتزجا بجشع تجار لا يخافون الله ويشاركون عدونا باغتيالانا بشتى الطرق.
صعب النزوح وقاسى جدا وله طعم الذل والقهر ورائحة النار التى قد تطبخى عليها أى شىء لإطعام الأطفال ورائحة قلة النظافة وانعدام غسل الأطفال وبل كل النازحين لنقص المياه.
وهكذا ويأمر الجندى بعض الأشخاص للحضور لهم طبعا إما للاعتقال او التحقيق، لمحت شابا عاريا بالتاكيد أمروه الجنود بخلع ملابسه، هكذا هو الاحتلال.. مناظر لوجوه حزينة متعبة قلقة تكلم نفسها..
أنه تصير أمنيتي أنه تتحممي وتنظفي سنانك وتلبسي بيجامة، وتمشطي شعرك، أمنية أنه تطبخي بدون تحسبي حساب الغاز، أو انه يصير قصف، أن ما متى من القصف تموت حرق من تجهيز الطبيخ، أنه تصير أمنيتك تقدرى تدبري خبز لأهل البيت..
خلود 35 عاما ولينا 33 وفتحية 52 عاما وأم العبد 75 عاما.. منذ أسبوعين وأكثر هربن ليلا وسط القصف الجنوني لقوات الاحتلال الإسرائيلي، بعد أن دمرت مربع كامل بجانب بيوتهن، به عمارات ومحلات ومكتبة أطفال وصيدلية.. وقد استشهد مايزيد عن 30 شخص فى القصف..
لا أذكر متى انتهى الأمر أو كيف أطلق سراحي من الغرفة اللعينة كل ما أذكره أنني عدت إلى حضن أمي بجسد مبلّل بالماء والبول و المخاط والدموع، بجسد جريح وروح فاقدة الحس ولكوني يافعة السنّ تعذّر عليّ فهم ما حدث.