أميناتا تراوري خبيرة اقتصادية وعالمة اجتماع وكاتبة ومناضلة، عرفت بمواقفها الجريئة في انتقاد السياسات الدولية تجاه دول الجنوب، وبنشاطها على المستوى الاجتماعي والجمعوي.
شغلت منصب وزيرة الثقافة والسياحة في بلدها مالي، لكنها استقالت لتتمكن من التعبير عن مواقفها بجرأة. تواصل اليوم أبحاثها وكتاباتها بالإضافة إلى عملها إلى جانب عدة منظمات ولجان محلية ودولية.
قادها مسارها السياسي والعلمي وتعدد مجالات خبراتها بين الاقتصاد والسياسة والتنمية إلى تكوين مداخل غير تقليدية لقضبة المساواة بين النساء والرجال ولذلك تجزم أميناتا أن اختلال ميزان القوى بين الشمال والجنوب من شأنه أن يعيق أي مشروع لتطور المرأة من خلال تعقيد شروط وجوده. تطرح أسئلة حارقة وذات راهنية داعية إلى إعادة صياغة الخطاب النسوي كي يصبح بمستوى اللعبة السياسية العالمية في عالم معولم، يحكمه خطاب العسكر ويعاني من مشاكل كبيرة.
تعتبر أميناتا الليبرالية مسؤولة عن الفقر في مالي، وإفريقيا بشكل عام، وكما تحملها مشكل ظهور العنف وهجرة الشباب نحو أوربا ولذلك تدعو إلى عولمة بديلة قائمة على احترام الفرد والثقافة وعلى التعاون المشترك المرتكز على الإنساني.
كل الحروب الإثنية أو العرقية في إفريقيا بتداعياتها، الضحية الأولى فيها هي المرأة، الفتيات اللواتي تم اختطافهن من طرف الجهاديين ليتحولن لسبايا جنس، أمهات أو زوجات المتطرفين الذين استقطبوا، والمهاجرين السريين، إنهن «أموات أحياء»، بسبب العنف النفسي والجسدي الذي يعانين منه، مع عائلاتهم ومع الهاربين من الحرب واللاجئين الذين يعيشون في الهشاشة أسوا الوضعيات.
ترفض أميناتا فكرة حماية النساء من العنف، لتعليل التدخل الأمني في مالي، وهو ما اعتبرته غير أخلاقي. وكان من أسباب رفضها الحرب هو الأضرار الخطيرة على النساء، فمن الأجدر في نظرها، أن يكون ضعف المرأة الذي تبرر به الحرب في مالي دافعا لمنعها، لأن انتشار المزيد من العسكر يزيد من وقوع حالات الاغتصاب في المناطق المحتلة، وارتفاع معدل ممارسة الدعارة التي تتكاثر في المناطق التي تعاني أكثر من الفقر وبالتالي انتشار فيروس فقدان المناعة المكتسبة.
إن الخيار العسكري أسوا من الوضع الذي تعيشه النساء حسب أميناتا التي ورفضت، باسم نساء مالي، اقتصاد الحرب والعقوبات الاقتصادية التي فرضها المجتمع الدولي على الشعب المالي، لأنها تضر بالفئات الهشة، خصوصا النساء، إذ تضطر المرأة للقيام بالأعباء المنزلية لمواجهة مشكل التزود بالمياه والغذاء والطاقة والأدوية… وهذا الكفاح اليومي من أجل البقاء هو في حد ذاته نوع من أنواع الحرب، وفي هته الطروف ترى اميناتا أن الإرهاب الحقيقي هو الفقر والظلم لأنهما يدفعان الشباب اليائس إلى القتال والجهاد ويكرس وضع الإفريقيات كأكبر الخاسرات.
