قالت أن الأطفال يرسمون الأشياء من وجهة نظرهم وبطريقة واقعية ويجب على الأباء والأمهات المراجعة الدائمة لرسم أطفالهم ففي 2018 اكتشف برازليان أن ابنتهما تتعرض لاعتداء جنسي من قبل كاهن كان يدرس لها اللغة الإنجليزية بسبب رسوماتها. إذ كانت الرسومات تظهر الطفلة ملقاة على سرير, وهناك رجل يميل عليها, أو شخص يبعد ساقيها عن بعضهما, وبعد ذهاب الأبوين لطبيب نفسي لفهم سبب رسم الطفلة لهذه الرسومات, خصوصا مع رفضها شرح السبب لوالديها, خمن الطبيب أن الطفلة البالغ عمرها وقتها 5 سنوات كانت تتعرض لاعتداء جنسي من قبل الكاهن البالغ عمره 54 عاماً ، وأقر بذلك بالفعل بعد محاكمته.
يعتقد العلماء أن تطوير رسومات الأطفال يمكن أن يؤدي إلى اتجاهات لا تعد ولا تحصى وهذا يشمل الأشكال والرموز التعبيرية, مثل الخرائط والرسوم البيانية والرموز, وستختلف قطعا حسب الثقافات التي نشأوا فيها, وإن كان هناك ثقافة مشتركة بين الأطفال وطريقة تفكيرهم في هذه السن الصغيرة. إذ وجد الخبراء أن الأطفال في اليابان مثلا كانوا يرسمون شخصيات بشرية ذات وجوه على شكل قلب وعيون كبيرة, وذلك لتأثرهم بشخصيات الأنمي اليابانية (مانغا) .كما أن الأطفال أكثر انفتاحا منا على تخيل الأشياء التي لا يرونها, فقد يحاولون التعبير عن الأصوات والعاطفة والأشياء غير المرئية في الرسومات ، فقهم لا يرسمون الأشكال الواقعية فقط ، بل ما يتخيلونه عما لا يرونه لكن يدكون وجوده.
فمثلا قد يحاول الطفل رسم شاحنة, فيحرك ذراعه على طول الصفحة ويرسم خطا سريعا طويلا ويبدأ في تكبير وتصغير الخطوط, ويخبرك في النهاية أنه رسم شاحنة, بينما أنت لا تشاهد سوى مجموعة خطوط لا تعطي أي شكل واضح, لكن إذا شاهدت العملية من وجهة نظره, فقد جسد الضوضاء والحركة التي يفهمها عما تصدره الشاحنة.
وهذا يقول لنا إن الأطفال قد لا يرسمون أشياء محددة ، بل يرسمون آلية عمل هذه الشياء ، ويروون قصاا. لكن لا تتوقع أن يخبرك الطفل دائما بتفاصيل القصة التي نسجها في عقله بينما كان يرسم, فعندما تسأله عما رسمه, قد يسمي لك عناصر محددة رسمها, لكنه لن يخبرك دائما بما كان يتصوره عن هذه الأشياء والقصة التي نسجها في مخيلته.
كما أنهم يرسمون الأشياء وفق إحساسهم بقيمتها وليس وفقاً لشكلها الحقيقي فقط. فقد يرسم نفسه بنفس حجم الشخص البالغ رغم أنه يدرك الفرق في الأحجام, إلا أن هذا يعني بالنسبة له تقديره لأهميته, أو ربما الرغبة في الشعور بالقوة مثل الكبار, أو حتى يمكن في بعض الحالات أن يكون نتاج إحساسه بالعجز, فعوض ذلك في خياله بالرسومات.