في شهر يونيو 2024، كلفت كاسبرسكي مكتب أرلينجتون للأبحاث بإجراء دراسة عبر الأنترنيت على عينة عالمية شملت 10.000 مشارك في البحث، بهدف استكشاف مواقفهم إزاء المعتقدات الرقمية الخاطئة ودور الذكاء الاصطناعي في حياة كل فرد وموضوع الخلود الرقمي. وضمت العينة 1000 مشارك من كل من المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا، و500 مشارك من كل من إسبانيا وإيطاليا والبرتغال والبرازيل والمكسيك وروسيا وكازاخستان والهند وأندونيسيا وتركيا وجنوب شرق آسيا والإمارات العربية المتحدة وجنوب إفريقيا.
فعلى الرغم من أن الرقمي أصبح جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية منذ عقود، وأصبح الأمن السيبراني يعتبر بمثابة إشكالية أساسية، فإن نتائج تقرير كاسبرسكي أبرزت أن المستخدِمين لا يزالون يجدون صعوبة في التمييز بين أساليب الإبحار الآمنة والمحترمة للخصوصية على الأنترنيت والتي لا تعتبر كذلك.
وكشفت الدراسة، المعنونة : « الأوهام والحقائق في العالم الرقمي»، عن تناقض العادات الرقمية للمستخدمين، وعلى الخصوص في ما يتعلق بالخصوصية. بهذا الصدد، اعتبر 56 % من الأشخاص الذين شملهم البحث في فرنسا أن وضع غطاء على كاميرا الويب المثبتة على جهازهم يوفر الحماية لحياتهم الشخصية. غير أن نصف الفرنسيين المستجوبين(41 %) أكدوا، في ذات الوقت، أنهم يمارسون ألعابا مصغرة عبر الأنترنيت ويجيبون على أسئلة اختبارات فقط في سبيل اللهو والتسلية، محوِّلين بذلك بياناتهم الشخصية إلى مصادر غير موثوقة بهدف تمكينهم من الوصول إلى هذه الموارد. وأكدوا أيضا أنهم يتقاسمون النتائج المحصل عليها على شبكاتهم الاجتماعية، ومن خلال ذلك، فهم يقومون بالترويج المباشر لهذه الصفحات وسط أصدقائهم ومتتبعيهم، الذين يصبحون بدورهم معرضين للولوج إلى هذه الصفحات ليرتكبوا فيها نفس الأخطاء.
ومع ذلك، يؤكد مستخدمو الأنترنيت أنهم قلقون إزاء اختلاس بياناتهم الشخصية : في الواقع، أعرب أكثر من نصف الأشخاص الذين شاركوا في الدراسة (53%) عن تخوفاتهم من إمكانية قيام أدوات المساعدة الصوتية لأجهزتهم بالتنصت المستمر عليهم وجمع بياناتهم الشخصية. للرد على هذه التخوفات، يلجأ حولي ثلث المستجوبين (29%) إلى وضع جهازهم في وضع الطيران خلال المكالمات الخاصة التي يعتبرونها مهمة. بالموازاة مع ذلك، يعتبر 39 % من المستخدمين، عن خطأ، أن تفعيل وضع المتصفح الخفي يجعلهم غير مرئيين بالكامل على الأنترنيت وأن هذا الوضع موثوق به بما فيه الكفاية لحماية أنشطتهم على الأنترنيت. من جهة أخرى، عبر 22 % من بين هؤلاء المشاركين في الدراسة عن استعدادهم الدائم للنقر على روابط مجهولة تم تقاسمها معهم عبر تطبيقات المراسلات، معرضين أنفسهم بذلك للتهديدات السيبرانية.
« أبرزت دراستنا الأهمية الكبرى التي يكتسيها الاطلاع والمعرفة في مجال الأمن السيبراني وقضايا الخصوصية الرقمية بالنسبة لرواد الأنترنيت. فالإبحار الآمن على شبكة الأنترنيت يتطلب التحلي بالروح النقدية وعدم الوثوق إلا بالموارد والوقائع التي تم التحقق منها. وهذا يعني عدم إعارة أي اهتمام للتقنيات والخرافات الغير مدعومة بحجج وأدلة. فمع التزام الحيطة والحذر والاطلاع على التهديدات الصاعدة، يمكن أن يكون اعتماد حل أمني شامل، والذي يوفر حماية قوية ضد مجموعة واسعة من التهديدات، مفيدا للغاية »، تقول آنا لاركينا، محللة محتويات الويب لدى كاسبرسكي.