وتدور أحداث رواية “ولد الكاريان” للكاتب والصحافي المغربي الشاب، بين المتخيل والواقع، عبر مجموعة من الأزمنة والأمكنة المختلفة حيث عاش الكاتب تجارب ذاتية، بين ثلاثة عوالم مختلفة: دوار السكويلة بالبيضاء، كندا، ثم الولايات المتحدة الأمريكية.
وتطرق عزيز سدري في روايته التي تقع في 184 صفحة، إلى أشهر أحياء الصفيح بالمغرب على غرار “كريان سنطرال” و”طومة” وحي “الليدو” بفاس، إذ تحدث عن هذه الأحياء انطلاقا من تجربته الخاصة بدوار السكويلة، أحد أشهر الكاريانات بالمغرب، حيث قطن وأفراد أسرته الصغيرة، والتي يرويها على لسان بطل الرواية بشكل واقعي ومتخيل دون الكشف عن هويته إلى غاية الصفحة الأخيرة من الرواية.
وينتقل الكاتب في روايته “ولد الكاريان” إلى تيمات أخرى، نظير التفاوت الطبقي والدعارة والإرهاب والانتخابات وفنون الشارع، علاوة على مواضيع الهجرة التي تخص بلدان الخليج العربي وبلدان أمريكا الشمالية والعراق وحتى الجزائر.
ويقول الكاتب في مقطع من الرواية: “كنت في الحادية والعشرين من عمري عندما ضاقت واختنقت بي أرض الوطن، إلى أن فتحت أبواب الهجرة على عيني آمالها وأحلامها للعيش في نطاق أوسع وأرحب، هناك في البعد البعيد، حيث يتنفس المرء أوكسجينا بمذاق الأمل، ويعيش حياة غيرهاته التي يحياها هنا، فلا القرب من الأحباب كان يسعدني ولا شمس الصيف كانت تدفئني”.
كانت فقط فرائصي ترتعد خوفا من شبح البطالة وأنا في السنة الثانية من التعليم الجامعي، كنت أخاف أن يضيع العمر وسط دوامة الأحلام والأماني وإيمان الوالدين بتخرج ولدهما الذي سيخرجهما في يوم من الأيام من بحر الظلمات إلى بر النور، كان خوفي أعظم من أن يكفر بي كل من عقد علي آملا ذات لقاء عابر”.