وقد شكلت هذه الدورة الثالثة من GITEX محطة بارزة في مسار التحول التكنولوجي بالقارة، حيث خُصص حيز واسع للذكاء الاصطناعي والابتكار الرقمي، تأكيدًا على التحول العميق الذي تشهده إفريقيا. وفي هذا السياق، ركزت قمة هواوي على الدور المحوري الذي يمكن أن يضطلع به الذكاء الاصطناعي في تحقيق تنمية شاملة ومستدامة تسهم في رسم معالم مستقبل القارة.وفي كلمته الافتتاحية، أكد السيد شين لي، رئيس هواوي لمنطقة شمال وغرب ووسط إفريقيا، على أهمية تبني مقاربة مندمجة وتشاركية، قائلًا: «سنواصل العمل مع جميع الشركاء عبر ركائز الذكاء الاصطناعي الأساسية، بما في ذلك السياسات والتكنولوجيا والمنظومات والمواهب، لتسريع التحول الذكي والمساهمة في بناء إفريقيا جديدة.
قد تماهى هذا التوجه مع كلمة السيد لاسينا كوني، المدير العام والرئيس التنفيذي لـ Smart Africa، الذي شدد على ضرورة ملاءمة التحول الرقمي مع الخصوصيات الإفريقية. وقال في هذا الإطار: «فلنعمق جذورنا – في السياسات، وفي الإنسان، وفي الشراكات – حتى تنهض إفريقيا بقوة في وجه رياح التغيير التي يحملها الذكاء الاصطناعي.» كما أشار إلى أن القارة الإفريقية تتمتع بميزة ديموغرافية هامة، إذ أن أكثر من 70٪ من سكانها دون الثلاثين عامًا، ما يمثل طاقة شابة واعدة تزخر بالإبداع والمرونة والقدرة على التكيف.
سلطت القمة الضوء على الفرص الكبرى التي يتيحها الذكاء الاصطناعي الشامل، وأهمية البنية التحتية الجديدة والذكية وعلى ضرورة تطوير أطر مرنة وشاملة وقابلة للتكيف، قادرة على مواكبة التحولات الرقمية المتسارعة، وتمكين القارة من الاستفادة المثلى من إمكانيات الذكاء الاصطناعي على المدى الطويل، سواء على الصعيد الاقتصادي أو الاجتماعي.