شهد المعهد الوطني للفرس ولي العهد الأمير مولاي الحسن بالرباط، خلال الفترة الممتدة من 9 إلى 11 ماي الجاري، تنظيم النسخة المغربية من كأس الإمارات العالمي للخيول العربية الأصيلة، وسط أجواء احتفالية جمعت بين أصالة الفروسية وجمال التقاليد. وقد نظمت هذه التظاهرة للمرة الثانية تواليا من قبل الشركة الملكية لتشجيع الفرس (SOREC)، بشراكة مع اللجنة المنظمة للكأس، مما رسّخ موقع المملكة على الساحة الدولية لعروض الخيول العربية الأصيلة.
ويأتي تنظيم هذه التظاهرة تحت الرعاية السامية لصاحب السمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للخيول العربية، بهدف تعزيز مكانة الفرس العربي وتثمين سلالته على المستوى العالمي، مع دعم المربين الصغار والمتوسطين وتمكينهم من فضاء تنافسي محفّز.
وقد شكّلت هذه الدورة مناسبة لتلاقي المهنيين والمربين والمهتمين من داخل المغرب وخارجه، في احتفاء جامع بمكانة الفرس العربي الأصيل. وجاء “معرض مربي الخيول بالمغرب 2025” ليمنح المربين المحلّيين منصة لعرض إنتاجهم ومهاراتهم، حيث جرى تقييم الخيول المشاركة وفقًا للمعايير الدولية الأكثر صرامة.
وقد شكل “معرض مربي الخيول بالمغرب 2025” محطة بارزة لتكريم التميز الوطني، حيث أسفرت المنافسات القوية عن سلسلة من التتويجات التي جسدت الحضور الوازن للمربين المغاربة.
وفي هذا السياق، صرّح السيد عمر الصقلي، المدير العام للشركة الملكية لتشجيع الفرس، قائلا «إن كأس الإمارات العالمي لجمال الخيل العربي الأصيل بالمغرب ليست مجرد مسابقة، بل هي تجسيد لرؤية استراتيجية تهدف إلى تنمية مستدامة لقطاع الفروسية. كما تتيح لمربينا فرصة الانفتاح على تجارب مرجعية، وتعزز إشعاع تربية الخيول المغربية في المحافل الدولية».
وقد حظيت هذه الدورة بدعم الجمعية الملكية المغربية لمربي الخيول العربية الأصيلة، مما يعكس التزام مختلف الفاعلين في المنظومة الفروسية الوطنية بالمساهمة في إنجاح هذا الحدث وتطوير القطاع.
تجدر الإشارة إلى أن نسخة 2025 من كأس الإمارات العالمي لجمال الخيل العربية تشمل عشر محطات عبر القارات الخمس، من ضمنها أستراليا، الأرجنتين، البحرين، بلجيكا، الصين، الولايات المتحدة الأمريكية، إيطاليا، سلطنة عمان، وبولندا. ويُعد المغرب البلد الإفريقي الوحيد الذي تم اختياره لاحتضان هذه التظاهرة الدولية، في خطوة تعبّر عن الثقة في كفاءاته وخبراته الفروسية، وكذا جودة إنتاجه المحلي.
ومن خلال هذا الموعد البارز، يعيد المغرب التأكيد على التزامه الراسخ بالحفاظ على تراث الفروسية وتعزيز حضور الفرس العربي الأصيل في المشهد العالمي، في انسجام تام مع استراتيجيته الوطنية لتنمية هذا القطاع الحيوي.
