ويهدف هذا الحدث الطبي والعلمي المقام تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إبراز مساهمات وانجازات وابتكارات القارة الإفريقية في هذا التخصص الطبي، والتي من شأنها تعزيز الدور الحيوي للقارة في الصحة العالمية.
ويؤكد هذا المؤتمر المنظم من طرف الجمعية المغربية للطب الفيزيائي وإعادة التأهيل الوظيفي، بشراكة مع الجمعية الدولية للطب الفيزيائي وإعادة التأهيل، تحت إشراف وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، وتحت شعار “”حلول عالمية في إعادة التأهيل: إعادة اكتشاف إفريقيا قبل سنة 2030″، على الدور المهم للمغرب والقارة الإفريقية في تشكيل مستقبل طب إعادة التأهيل على المستوى العالمي.
وأكد رئيس الجمعية الدولية للطب الفيزيائي وإعادة التأهيل، جيرارد فرانسيسكو، في كلمة خلال افتتاح هذا المؤتمر، على الأهمية المتزايدة للطب الفيزيائي وإعادة التأهيل في منظومات الصحة العصرية، وخاصة في ظل تزايد الأمراض المزمنة والإصابات وشيخوخة الساكنة.. مضيفا أن هذا التخصص يشكل دعامة أساسية لإعادة التأهيل الوظيفي، ولتعزيز الاستقلالية وتحسين جودة حياة المرضى، مشيرا إلى أن الجمعية الدولية للطب الفيزيائي وإعادة التأهيل تعمل على تعزيز التعاون العلمي ونشر الممارسات الفضلى على المستوى العالمي، ولاسيما في إفريقيا حيث لا تزال الاحتياجات في مجال إعادة التأهيل كبيرة.
من جهتها، أبرزت رئيسة المؤتمر، سامية كركوري، أن هذا المؤتمر يعد تحديا تم رفعه “باعتزاز”، حيث يعتبر المغرب أول بلد إفريقي وعربي يحتضن هذا الموعد العالمي.. مؤكدة أن “هذا المؤتمر الذي يجمع حوالي 1500 مشارك ينحدرون من أزيد من 80 بلدا، يعكس الاعتراف بالمكانة التي يحتلها الطب الفيزيائي وإعادة التأهيل في منظومة الصحة الوطنية”، مشيرة إلى أن هذا الحدث سيتيح تقاسم المعارف وتعزيز التكوين والنهوض بالتعاون جنوب-جنوب في مجال إعادة التأهيل”.
إلى ذلك قال عبد اللطيف فاطيمي، رئيس الجمعية المغربية للطب الفيزيائي وإعادة التأهيل الوظيفي، أن هذا الحدث الدولي الذي يتزامن مع المؤتمر الـ24 للجمعية، يسلط الضوء على آخر التطورات العلمية في مجال التشخيص والعلاج والتكفل.. مشيرا إلى المغرب يضم أزيد من مليوني شخص في وضعية إعاقة بحسب آخر إحصاء لسنة 2015، مما يعكس الطابع الاستعجالي للتشخيص المبكر ومتابعة طبية دقيقة وإعادة ادماج مهني ملائم.
ويعرف البرنامج العلمي لهذا المؤتمر أكثر من مائتي جلسة علمية وورشات موضوعاتية، وندوات تفاعلية يؤطرها خبراء مرموقون على المستوى الدولي، إضافة إلى جلسات خاصة تنظمها منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة لتسليط الضوء على الأولويات العالمية في مجال الولوج، والإنصاف، وحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة.
ويتناول المؤتمر مجموعة من المحاور تشمل “الرياضة والنشاط البدني في إعادة التأهيل”؛ و”الذكاء الاصطناعي والصحة الرقمية”؛ و”السياسات العمومية والأنظمة المندمجة لإعادة التأهيل”؛ و”إعادة تأهيل الطفل، والمسن، والمصابين بإعاقات متعددة”؛ و”الابتكارات المستدامة والميسّرة في الدول محدودة الموارد”.