جملة أصبحت لصيقة لي في طفولتي، بالمدرسة أسمعها من زملائي وبالشارع أسمعها من المارة، حتى أنني ظللت أسأل نفسي هل بشرتي هي السمراء أم أن قلوب هؤلاء هي السوداء لأنهم يتنمرون علىَ دون شفقة أو تمييز بين ما يختاره الإنسان وما يفرض عيله.
في مرحلة المراهقة المبكرة بدأت رحلتي مع الأفلام الأمريكية، التي أعتقد أنها أنقذتني من شبح السقوط في بئر الشعور بالدونية، فأصحاب البشرة السمراء بأمريكا هم من كانوا يعانون حقا، أنا أنزعج من تعليق، من مرآتي عندما تخاصمني عند ارتداء ألوان تعجبني ولا تعجب لون بشرتي فتلفُظها مرآتي، أما هؤلاء يتعرضون للضرب، الإهانة، الرفض فقط لأن بشرتهم سمراء، بدأت أتقبل لون بشرتي وأعرف أنني لست وحيدة في هذا العالم الموحش بل إن هناك من يعاني أكثر مني فبدأت أنظر إلى نفسي نظرة رضاً.
الآن أنا جميلة، أرى نفسي كذلك، رحلة طويلة قضيتها برفقة بشرتي ومرآتي أصبحنا بعد عثرات وتقلبات أصدقاء بل أحباب، أما الناس فأصبحت أقول لهم في نفسي من اختار لون بشرته فقط هو من عليه أن يتحدث، جميعنا لم نختار، أما أنا اخترت أن أحب نفسي