بل هو وسيلة لإنهاء خلاف قائم بين زوجين، وبداية علاقة صحية، فهل من الممكن أن يبدأ الحب بعد الطلاق ؟؟
ما أسهل الكلام، ولكن التجربة هي كل شيء، فهل يمكننا أن نخوض التجربة دون مرشد أو دليل؟، بالطبع لا، وهذا هو ما قدمه لنا خبير العلاقات هشام بلبشير، الذي رفض وصف الطلاق بالناجح، لأنه في الأساس نتيجة فشل في الزواج، وبالتالي يمكننا وصف هذا الطلاق بالصحي، حيث أن الطلاق هو وسيلة إنقاذ فردية يلجأ لها الأشخاص لإنقاذ أنفسهم من علاقة زواج، أصبحت مؤذية بالنسبة لهم.
يستفيض بلبشير في شرحه قائلا «في معظم الأحيان لا يتقبل الأطراف مسألة الطلاق، ويعتبرونها نوع من «المعيور» كما نقول بالدارجة، وذلك يشعرهم بالنقص، ويبدأ كل طرف في إلقاء اللوم على الآخر، ولكي نصل إلى الطلاق الصحي، يجب ان نتقبل النتيجة وهي الطلاق، من خلال تركيز الشخصين على علاقتهم الجديدة، وكيفية التعافي وشكل علاقتهم بأبنائهم، ينسوا الماضي، يضعوا أولويات جديدة، ويحدووا شكل علاقتهم مستقبلا، ولا يتوقفوا عند الطلاق».
تغير الأولويات هو واحد من أهم أسباب الانفصال، وهو أيضا من الممكن أن يكون أحد عوامل الاتفاق بين الطرفين بعد الطلاق، ويشرح الخبير «من الممكن أن يكون الزواج فاشلاً، ولكن الطلاق صحياً، حيث يكون لكل زوج طريقه المُستقل، وبالتالي تتوقف العلاقة دون نزاعات، ويصبح الطلاق الصحي مقبول ومُتوقع، مثل رفض الرجل لتطور المرأة المهني، واعتقاده أنه حق فردي له، ويرى أن هذا لم يكن متفق عليه في بداية الزواج، ومن حق كل من الزوجين أن يعيد تقييم الزواج، ويضع له حدا ًأو يمنحه الاستمرارية» .
وصفة الطلاق الصحي
قدم هشام بلبشير عدة نصائح فعالة من أجل تحقيق هذا الطلاق الصحي، ووصول الزوجين لعلاقة الحب بعد الطلاق، التي يسودها الاحترام والتفاهم:
– لابد أن يتم إخبار الأطفال بمجرد اتخاذ قرار الطلاق، حتى لا يزيد القلق لديهم، لأنهم في معظم الأحيان يكونوا على دراية، ولكن لا يفهمون ماذا يحدث، وبالتالي يشعرون بقلق شديد، وهذا يتسبب لهم في تأخر دراسي، ومشكلات صحية، والمواجهة هنا تحمي الأطفال من الشعور بالذنب أو أنهم جزء من هذا الانفصال.
– يجب أن يعيي الطرفين أن حل النزاعات ليس هو الهدف، إنما تجاوز هذه الخلافات هو الطريق لتوفير الوقت، الصحة والطاقة .
– تجاوز عقدة الطلاق ليس مستحيلا، ومن الممكن جدا أن يكون لكل من الزوجين علاقة جديدة جيدة