حدد تقرير المجلس الاجتماعي والاقتصادي والبيئي عن المهاجرين المغاربة نسب توزع هؤلاء عبر العالم، النسبة الكبيرة منهم وجهتها أوربا والمقدرة ب 89%. حيث أشار إلى أن (4.5 ملايين من المغاربة المسجلين لدى قنصليات المملكة يقيمون في أوروبا، في آسيا 202 ألف مغربي، فيما أفريقيا تسجل 212 ألفا من المهاجرين النشيطين، أما المسجلون في القنصليات بأميركا فقد بلغوا 150 ألفا مواطنا مغربيا.
مغرب ومهاجر عالميين
يقول عبد الله سنبل، المقيم في فرنسا منذ كان في سن الثامنة عشر، أن وصول الطلاب بأعداد كبيرة إلى فرنسا في سبعينات القرن الماضي أدى إلى تغيير صورة المهاجرين المرتبطين بالعمالة اليديوية في ذهن بلد الاستقبال وفي سجلات الهجرة عموما. طلبة في الطب وتكنولوجيا المعلومات وتخصصات مواكبة للتغيير الذي يحدث في أوربا. الجيل الجديد من مغاربة أوربا تمكن من بلوغ كرسي المسؤولية، والأهم في مجالات تتحكم في صناعة القرار وتنفيذه. منتخبون، نواب رؤساء البلديات وحتى وزراء مثل رشيدة ذاتي (وزيرة العدل) في عهد رئاسة ساركوزي، وأودريه أزولاي. مقابل هذه المكانة المرموقة لم تتخلف الكفاءة المغربية في مجال الصناعة خصوصا صناعة السيارات عن جعلها في قلب اعترافات دولية بدورها في النشاط العالمي، وفي التمركز داخل المنافسة العالمية. موقف عبد الله سنبل، الذي تقدم للانتخابات البلدية في فرنسا أكثر من مرة، جعله يسترجع الدرس الكروي الذي قدمه الفريق الوطني المغربي وعكس بذات الدرس واحدة من خصوصية المغرب والمغاربة وهي « اتْرابي».
يقول سنبل: «في مونديال قطر، تفاجأ العالم من مستوى مهاجرين من أصول مغربية شكلوا فريقا وطنيا قويا ومنسجما، قدم دروسا في عدة مستويات، الرياضة، الأخلاق، القيم المرتبطة بالبلد الأم، اللياقة في الحديث، والقدرة على تغيير موازين القوى في اتجاه بلد إفريقي .. وهذا هو الوجه الحقيقي للمهاجر الجديد، المهاجر الذي يتحكم في صناعة الأحداث الكبرى وفي تحريك قلب العالم اومواقفه اتجاهه وحوله، تابعنا ذلك رغم أن تكوين غالبيته كان في بلد الاستقبال، ورغم حاجز اللغة العربية المنفلتة منه، لكن التعبير بالقلب أكبر درس قدمه مهاجرون قلبوا مواقف الدول المستقبلة عن حقيقة المهاجر من دول ينظر إليها كسواعد لا عقول، لذلك لا نعود إلى بلداننا بعقلية التصنيف الجائر عنا هنا» الزماكرية» ‘إنما بشهادات عن كوننا دينامو تغييرات كثيرة.