وفقاً للموقع الرسمي لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية أصبح المغرب يسجل سنوياً 8000 حالة إصابة بسرطان الثدي، والذي يحتل أيضا المرتبة الأولى في المغرب، بنسبة 20% من مجموع السرطانات المشخصة سنويا عند الجنسين معا، كما يعتبر من أكثر أنواع السرطان انتشارا لدى النساء بنسبة 35.8 % من مجموع السرطانات عند النساء.
أعراض وفحص
قدمت الطبيبة غيثة بلخياط الإخصائية في أمراض النساء والولادة، لنساء من المغرب، الوصفة الكاملة للوقاية من سرطان الثدي، والاكتشاف المبكر له أيضاً، وأوضحت أنه يجب على السيدات بداية من عمر 40 سنة إجراء الفحص اليدوي بشكل دوري، والفحص السريري المتخصص سنوياً، بالإضافة إلى فحص أشعة الماموغرافي كل عامين، وضرورة مراقبة الأعراض الأولية لسرطان الثدي وهي :”كتل في الثدي أو المناطق المحيطة به كالإبطين، إفرازات دموية من حلمة الثدي، تغيرات في حجم أو شكل الثدي بحيث يصبح ملمسه مثل قشرة البرتقال، تغير في ملمس الجلد مثل حدوث خشونة فيه، تقشر في جلد الثدي أو الحلمة، تورم، أو حرارة، أو احمراراً أو اسوداداً على مستوى الثدي، تجعد في جلد الثدي،حكة، أو تقرحات قشرية أو طفح جلدي على حلمة الثدي، وانسحاب حلمة الثدي أو أية أجزاء أخرى من الثدي إلى الداخل”.
أضافت الطبيبة المتخصصة في تشخيص وعلاج سرطان الثدي :”تنصح كل امرأة بفحص ثدييها شهرياً للتأكد من عدم وجود أورام أو عقد صلبة أو أي تغيّرات أخرى، فمن خلال فحص الثدي بانتظام، سوف تكتشف إذا كانت حالة الثدي طبيعية أم أنها تعرضت لبعض التغيرات التي قد تحتاج لاستشارة الطبيب، كما أن أفضل وقت للقيام بالفحص الذاتي هو اليوم السادس إلى العاشر تقريباً من بداية الدورة الشهرية، حينما لا يكون الثدي منتفخاً، أو عند نهاية الدورة الشهرية، وذلك باتباع الخطوات التالية:
الخطوة الأولى: وضعية الاستلقاء على الظهر
• استلقي على ظهرك مع وضع وسادة تحت كتفك الأيمن.
• تحسسي ثديك الأيمن بباطن الأصابع الثلاثة الوسطى ليدك اليسرى.
• اضغطي بشكل خفيف و متوسط وثابت على أن تتحرك أصابعك بشكل دائري دون رفعها عن الجلد.
• تابعي التحسس على أن تكون حركة الأصابع صعوداً ونزولاً هذه المرة.
• تحسسي أية تغيرات غير طبيعية في الثدي، وفي منطقة الإبط.
• كرري الخطوات نفسها لفحص الثدي الأيسر باستعمال اليد اليمنى.
الخطوة الثانية: بوضعية الوقوف أمام المرآة
• وضع الكتفين والذراعين بشكل مستقيم على الوركين، ثم البحث عن أي تغيرات في شكل وحجم ولون الثدي، أو عن أي تغير ملحوظ.
• رفع الذراعين فوق الرأس والبحث عن أي تغييرات.
• القيام بتمرير اليد على كامل الثدي لفحص الكتل جانبياً و رأسياً.
• الضغط بلطف على الحلمة باستخدام السبابة والإبهام للتحقق من تدفق السوائل مثل السائل اللبني أو السائل الأصفر أو الدم”.
تغذية صحية
تلعب التغذية ونمط الحياة دوراً هاماً في الوقاية من الإصابة بسرطان الثدي حيث إن عدد من الدراسات أظهر أن الأنظمة الغذائية التي تحتوي على كميات قليلة من الألياف ومستويات عالية من اللحوم المصنعة تزيد من خطر الإصابة بالسرطان، لذلك فإن تجنب تناول الكحول، اللحوم المصنعة والأطعمة المعدلة وراثياً، يقلل من فرص الإصابة بمختلف أنواع السرطانات.
مرافقة إيجابية لمريضات سرطان الثدي
دائما ما نقول إن التجربة هي خير بُرهان، فليس من رآى كمن سمع، وكان هذا هو الدافع الأول لمريم الحاتمي رئيسة الجمعية المغربية لمرضى السرطان بمدينة آسفي، والتي كانت تجربتها الشخصية مع مرض السرطان سبباً لتأسيس تلك الجمعية، والتي تذكرتها مع نساء من المغرب قائلة :” أنا مريضة سرطان متعافية، وعقب رحلة مخيفة وقاسية مع سرطان الثدي قررت أن أساعد كل من مر أو سيمر بنفس التجربة، وذلك عن طريق الجمعية التي أسستها برفقة متعافيات أخريات لمساعدة مرضى السرطان بمختلف أنواعه بمدينة آسفي، لأن تلك المدينة حتى وقت قريب لم يكن بها أي مركز صحي خاص أو عمومي لعلاج السرطان، و لكن مؤخراً تم افتتاح مصحة خاصة لفحص وعلاج السرطان، وبالتالي بدورنا كجمعية نقدم المساعدات والدعم المادي والنفسي لمرضى السرطان بالمدينة، لأنني أتذكر أن تجربتي كانت قاسية في الحصة الأولى لتلقى العلاج الكيميائي، لأنني سمعت كلام مرعب من الناس، ولم أكن أعرف بماذا سأشعر، لذلك فإن الدعم النفسي هو واحد من أهم أهداف الجمعية، إضافة إلى المرافقة الدائمة للمرضى والمريضات، مع كل خطوة من خطوات العلاج حتى لا يشعرون بالخوف من المجهول، فالإنسان عدو ما يجهله”.
تذكرت الحاتمي أصعب اللحظات التي مرت عليها في رحلة العلاج من السرطان قائلة :” لحظة اكتشاف المرض كانت صعبة للغاية خاصة وأنني أرضعت طفلي لمدة عامين بشكل طبيعي، ولا يوجد أي تاريخ مرضي وراثي بالعائلة، وبالتالي فإن الإصابة بالسرطان كانت مستبعدة، ولكن الحمد لله ساعدني الاكتشاف المبكر في رحلة العلاج، والتي كنت أجهلها تماماً، ولم أكن أعرف ماذا سأواجه بها، وكان لدي خوف مضاعف من فقد شعري بسبب العلاج الكيميائي، وأتذكر أنني كنت أنظر لنفسي في المرآة، وأبكي فقط لأنني دون شعر، ولهذا فإنني أنقل تجربتي لأي مريضة أراها وأترك لها ذلك الأثر الإيجابي، وهو أنني الآن مريضة متعافية بشكل كامل من السرطان، أي أن الإصابة بالسرطان لا تعني انتهاء الحياة، بل إنها مجرد محنة تستطيعين تحويلها لمنحة بالقوة والصبر والرضا”.