حيث ينخرط المغرب في استراتيجية منظمة الصحة العالمية المتعلقة ب “القضاء على داء السل” كما يلتزم بتحقيق أهداف التنمية المستدامة خاصة في الشق المتعلق بالعمل على المحددات الاجتماعية وتقديم الدعم بأنواعه للمرضى، وتندرج مكافحة داء السل في بلادنا ضمن الخطة الاستراتيجية الوطنية 2021-2023 للوقاية ومكافحة الداء والتي تشكل ركيزة قوية لتعزيز الكشف المبكر عن الحالات والعمل على شفائها في تناغم وتعاون مع مختلف المتدخلين.
على مدى السنوات الثلاثين الماضية، أحرز المغرب تقدما كبيرا في مكافحة السل حيث سجل انخفاض معدل الإصابة بنسبة 33٪ وانخفاض معدل الوفيات جراء الداء بنسبة 37٪. حسب منظمة الصحة العالمية.
وارتفعت نسبة الكشف عن داء السل من 75% إلى 81%، مما أتاح علاج وشفاء أكثر من 725 ألف مريض بين 1990 و2022، كما ناهزت نسبة النجاعة العلاجية 88%..
وعلى الرغم من هذه الديناميكية الإيجابية، لا يزال السل يمثل مشكلة صحية في المغرب، إذ أن معدل الانخفاض المسجل في معدل الإصابة بالسل لا يكفي لتحقيق القضاء النهائي على هذا الداء.
ويذكر أن جائحة كوفيد-19 كان لها تأثيرا قويا على الوضع الوبائي الوطني وكذا تبعات مكافحة داء السل، فقد تم تسجيل30503 حالة إصابة بالسل بجميع أشكاله سنة 2022، والإعلان عن 239 حالة إصابة بالسل المقاوم للأدوية.
وعلى الرغم من تسجيل انخفاض في حالات الإصابة بالسل بين صفوف الأطفال في المغرب، إلا أنه لا يزال هناك نقص في الكشف عن الحالات المسجلة لدى الأطفال دون سن 4 سنوات، مما يؤدي إلى ظهور سل مقاوم للأدوية.
ويذكر أن داء السل يتركز بشكل كبير في الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية وفي المناطق المحيطة بالمدن الكبرى، حيث يكون تأثير المحددات الاجتماعية والاقتصادية أكبر على الساكنة.
وأعلنت وزارة الصحة عن الأهداف الوطنية لهذه الحملة وهي:
تحسيس الساكنة بضرورة طلب المشورة في حالة ظهور علامات تشير إلى الإصابة بالسل؛
-توعية المحيطين بالمريض بأهمية الفحص؛
-تحسيس المرضى بأهمية المراقبة ومتابعة العلاج؛
وقد وضعت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية مجموعة من التدابير لتحقيق الاهداف المرجوة من هذه الحملة:
تعزيز أنشطة الكشف المبكر عن داء السل وعلاجه بمختلف المؤسسات الصحية؛
تنظيم ورشات جهوية لتوعية الساكنة حول الداء، وخاصة الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة؛
-تعبئة وسائل الإعلام؛
– تعزيز التعاون والشراكة مع الجهات الفاعلة، ولا سيما المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، ومؤسسة محمد الخامس للتضامن؛
-تعبئة الجمعيات الناشطة والعاملة في هذا المجال.