لا … للريجيم
ترفض الأخصائية في التغذية إطلاق كلمة «ريجيم»، على الأنظمة الغذائية، معتبرة أنه لفظ محدود يقيد طعام الإنسان، ويزيد من المحاذير والممنوعات، وأوضحت: «علم التغذية متنوع ولا محدود، وهناك نوعين من التغذية (علاجية ووقائية)، ولكل منهما أسلوب علمي في اتباعه، فإذا تحدثنا عن مرضى الأمراض المزمنة أو مرضى السرطان فإنهم يحتاجون إلى تغذية علاجية، حيث يتم وضع نظام غذائي لهم بالتنسيق مع الطبيب المختص، يراعي مواعيد الجرعات الدوائية، والمحاذير الغذائية بالنسبة له كمريض، أما التغذية الوقائية فيمكن للإنسان اتباعها عند الرغبة في إنقاص وزنه، وأنا أفضل أن اعتبرها تغييراً لنظام وشكل حياة فإذا غير الإنسان يومياً 1 % فقط من سلوكياته الغير الصحية سيغير 90 % منها في فترة ثلاثة أشهر، وبالتالي هذا هو الهدف الذي يجب أن يسعى له الأشخاص ألا و هو نمط حياة صحي، وتغذية متوازنة، دون أن يقيد ذاته بفكرة الريجيم والرغبة السريعة في إنقاص الوزن، وأول خطوة لإحداث تغيير هو تبديل المعتقدات والأفكار الخاطئة والكامنة في علقنا الباطن، والآن أصبح في إمكان أطباء التغذية استخدام علوم التنويم المغناطيسي والبرمجة اللغوية العصبية، في التأثير على عادات الإنسان وأفكاره الراسخة في عقله الباطن، وأثبتت تلك الطريقة فعالية كبيرة في تحويل نمط حياة الأشخاص إلى نمط صحي ومتوازن، وتغير سلوكهم في التعامل مع مائدة الطعام، وتجعل الإنسان يسيطر على شهوة الأكل وليس العكس».
خطأ تجويع الذات
يعتبر اللجوء إلى التجويع لساعات طويلة، واحداً من أكثر الأخطاء الشائعة في اتباع الحميات الغذائية بمختلف أنواعها، وشرحت المدغري ذلك قائلة: «لايجب أن يخسر الإنسان أكثر من 700 جرام إلى 1000جراماً أسبوعياً كحد أقصى، مع العلم أن الإنسان يحتاج إلى شهر كامل عن كل كيلوجرام، يتبع فيها نظام صحي لتثبيت الوزن حتى يحتفظ بهذه الخسارة ولا يتكسب المزيد من الوزن مرة أخرى، لذلك أنا لا أفضل اللجوء إلى تجريب أنواع غريبة وغير متداولة من الحميات الغذائية خاصة تلك المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي دون سند علمي، أو معرفي، خاصة وأن احتياجات كل جسم تختلف عن الآخر، ولكن على العموم هناك أنظمة جيدة يمكن اتباعها لفترات، مثل الصيام المتقطع، لأنه يعلمنا عدم تناول الوجبات الجانبية، إضافة إلى تأثيره الإيجابي على تنظيف الجسم من السموم، أما نظام الكيتو دايت لا يفضل اللجوء إليه من جانب بعض السيدات الذين يعانون من تكيسات على مستوى المبايض، لأنه يحرم الجسم من عدد كبير من الفيتامينات المهمة الموجودة بالفاكهة التي يمنعها هذا الريجيم، خاصة وأنه مصمم خصيصاً لمرضى الصرع، ويركز على تناول البروتينات، ولا بد من اتباع هذا النظام تحت اشراف طبي وليس بشكل عشوائي».
أفضل نظام غذائي
عندما نتحدث عن نظام غذائي جيد ومتوازن يجب أن نأخذ نمط عيش الإنسان في الاعتبار، واستطردت الطبيبة سميرة المدغري، أخصائية التغذية الدقيقة في ذلك قائلة: «هناك عادات اجتماعية كادت أن تنقرض مهمة جداً بالنسبة للنظام الغذائي الجيد مثل الجلوس على مائدة طعام واحدة من جانب الأسرة، تناول الوجبات اليومية في مواعيد ثابتة وبشكل جماعي، تناول وجبة واحدة من جانب كل أفراد الأسرة، إضافة إلى ذلك أنا أرشح بشدة نظام تغذية «دول حوض البحر الأبيض المتوسط»، والذي يتبعه سكان مدينة «شفشاون»، وبعض مدن اليونان، البرتغال وإيطاليا، والذي يتركز على تناول الأسماك، الزيتون، الخضروات والبقوليات، ويلتزم بالإنقاص من البروتينات الحيوانية، وهو نظام يوفر للجسم احتياجاته من مختلف العناصر الغذائية، إضافة إلى احترام المواعيد الطبيعية للخضروات والفاكهة، وتناولها في موسمها، مما يقلل فرصة تناول المأكولات المسممة بالمبيدات الحشرية».
نعم للمكملات الغذائية..لا للأعشاب
وافقت الطبيبة المتخصصة في التغذية التكاملية على وصف بعض الأطباء المكملات الغذائية للراغبين في إنقاص الوزن، وقالت: «القيمة الغذائية الموجودة بثمرة التفاح الآن تختلف كلياً عن تلك القيمة التي كانت فيها منذ عشرين عاماً، ولذلك فأنني أرى أنه من الطبيعي أن نتناول بعض المكملات الغذائية موثوقة المصدر، عن طريق وصفة طبية، وبعد إجراء الفحوصات والتحاليل الطبية اللازمة، للتأكد من صحة الكليتين والكبد، أما اللجوء للأعشاب بشكل عشوائي، فأنا أرفضه تماماً لأنها قد تكون قاتلة، بالإضافة إلى أن مكونات معظمها غير معروفة، ويتم وصفها من قبل غير المتخصصين، وتأثيرها بالغ الخطورة على الصحة العامة خاصة عند استخدامها لفترات طويلة، لذلك أنا أنصح جميع الأسر المغربية أن تعتمد طبيباً عاماً، يكون هو طبيب الأسرة، يعرف كل شيء عنها وعن نمط حياتها مثل معظم الدول الأوروبية».