تحت شعار «قفطان : إرث بثوب الصحراء»، نظمت المجلة الشقيقة « Femmes du Maroc» النسخة 25 من أسبوع القفطان. دورة جديدة أخرى من حدث مرجعي يغني السجل الثقافي، مسنودا بقيم تمثيل الهوية، الحفاظ على الموروث، التجديد واستشراف المستقبل.
لقد كانت النسخة 25 من تظاهرة قفطان التي تحولت إلى أسبوع القفطان واحدة من اللحظات المفعمة بمشاعر الاعتزاز والامتنان، إذ نادرا ما يثير حدث معين كل هذا القدر من الانخراط، العاطفة والكثير من الضوء.
في الأجواء الفخمة لفضاء قصر البديع بمراكش، كان عرض القفطان يتوالى كصفحات كتاب حي، يحمل توقيع أيادي عديدة : المصممون المبدعون الذين حولوا ثيمة
«قفطان : إرث بثوب الصحراء، إلى عرض رائع ومبهر من قطع جريئة، مرهفة وقوية، ثم الحرفيون الذين يعيدون تشكيل الخامات، ينسجون ويزينون بكل شغف.
لم تكن نسخة اليوبيل الفضي مجرد تخليد لذكرى دالة، بل كان فورة إبداعية امتدت لأسبوع من التفاعل ونقل المعارف والاحتفاء الذي التف حوله الجميع. كانت تعبيرا واضحا لرؤية متجددة للباس متجذر في تربته، منغرس في الذاكرة لكنه يستشرف المستقبل.
الحدث الذي تقف Femmes du Maroc وراءه، فكرة تصورا وإنجازا، هو مصدر فخر للمجلة التي طورت هذا الموعد وسافرت به الى حدود أبعد، حيث يتجاوز اليوم حدود الموضة ليصبح حدثا ثقافيا.
منذ سنة 1996، تحمل المجلة والمنظمون هذه المهمة بقناعات على رأسها تثمين لباسنا ودعم المواهب التي تساهم في إحيائه، تجديده ، حمايته والدفاع عنه، وعندما أطلقت فام دي ماروك، هذا الحدث، كان هذا المجال، على الرغم من وجود المواهب، يفتقر إلى منصة للتعبير والاعتراف.
لقد كانت الارادة وراء خلق هذا الموعد المتفرد، هي تأسيس منصة، منح صوت، زخم ودفعة تشجيع لجيل كامل من المبدعين. ومع توالي السنوات، ساهم الحدث في خلق نسيج مهني مهيكل، وولادة مصممين مكرسين، و دور أزياء تتمتع بالمتابعة من طرف جمهور متزايد.
و لأن الطموح لم يكن أبدا هو تنظيم عرض أزياء بسيط ، واستنادا على خلفية تنظر إلى الحدث كفعل ثقافي ومهمة للمرافقة والنقل والإشعاع، كان من الطبيعي أن يتطور القالب، ويتم الانتقال من «تظاهرة قفطان» إلى «أسبوع القفطان» كحدث متعدد الأبعاد، مصمم لخدمة النظام الاقتصادي للقطاع ككل، من التصميم والإبداع إلى مهن الصناعة التقليدية، من التاريخ إلى التكوين، ومن الجمالية إلى التفكير.
الحرص على اكتشاف ودعم المواهب الجديدة والتي خصصت لها عروض مستقلة، هو أحد أهداف هذا الحدث الذي يؤكد أيضا بشكل واضح أن «قفطان» ليس مسرحا للاكتشاف، بل انه واجهة للامتياز . لوحة حية تجسد أرقى الخبرات الفنية، ومسرح ممتد حيث يقدم المبدعون لجمهور المغرب والعالم، أفضل ما لديهم.
طيلة 29 سنة، تواصل مجلة Femmes du Maroc، عملها وفق قناعة مفادها عدم اعتبار القفطان لباسا ماضويا وجامدا، ولكنه يمثل إبداعية متجددة، خطابا جماليا و شهادة على الهوية.
يمثل هذا العدد الخاص، الذي نضعه بين أيديكم، امتداد لكل ذلك .انه ينقل لكم أبرز أحداث نسخة خالدة، يسلط الضوء على النساء والرجال الذين ساهموا في صناعتها ويكرم تلك الطاقة الجماعية التي ينبض من خلالها المغرب.
فأسبوع القفطان ليس فقط تكريما لزي خاص…إنه احتفاء بالهوية، بالعاطفة، بالروابط الحية بين الماضي والمستقبل.