تختلف العلاقة الجنسية عند الرجل والمرأة بحسب فترات العمر وذلك لأسباب كثيرة ومنها على الخصوص التغيرات الهرمونية والجينية والبيولوجية .
فالقوة الجنسية عند الرجل والمرأة في سن العشرين ليست هي الثلاثين وتختلف عن سن الاربعين والخمسين وما فوقها.
خلال فترة البلوغ يكون الذكور والاناث تحت تاثير التغيرات الهرمونية والبيولوجية وتكون الرغبة الجنسية في بدايتها قوية وهنأ تنشأ العلاقات الغرامية بين المراهقين، كما أن تصرفاتهم مرتبطة تماما بهذه التغيرات الهرمونية وما يقع للذكور يحدث لدى الإناث، بالرغم من الخصوصية التي تعرفها المجتمعات العربية التي تمارس وصاية ثقافية على حياة المرأة بشكل عام وحياتها الجنسية بشكل خاص..
في الفترة المراهقة الى سن العشرين ، تبدأ العادة السرية لافراغ القوة الجنسية ،وتعد فترة المراهقة من أخطر المراحل في عمر الانسان خصوصا من الناحية الجنسية في هذه الفترة.تكون الرغبة الجنسية في أشدها وبامكانها أن تؤثر في كل تصرفات الفرد ويمكن ان تعرضه الى كل الأخطار ما بين كبت الرغبات وما بين اعطائها الحريات الضرورية.
يرتفع مؤشر الرغبة الجنسية في سن 20 الى 30 وخلال هذه الفترة تكون الرغبة في أوجها، وفي هذه الفترة العمرية، تنشط العلاقات العاطفية والغرامية بين الشباب وكذلك العلاقات الجنسية بينهم .
ولأسباب متعددة قد لا تصل هذه العلاقات الى الزواج، لكنها يمكن أن تسبب الفشل والمضاعفات النفسية والجنسية الخطيرة.بنفس الوقت يمكن أن تعرف هذه الفترة نشاطا جنسيا متعددا، ويمكن أن يكون لذلك مضاعفات من حيث انتقال الامراض الجنسية من قبيل ظاهرة الادمان على العادة السرية أو عاملات الجنس وما يرتبط به من انتقال الأمراض.
تمثل سن الأربعين قمة بالنسبة للنشاط الجنسي بالنسبة للجنسين معا، وبعد الأربعين تبدأ القوة الجنسية لدى الرجل والمرأة في النزول التدريجي الى ان تضعف في سنن 80 وأكثر. لكن تظل العلاقة بين العمر والجنس واحدة من المواضيع التي تفتقد للمعرفة المناسبة خاصة فيما يخص التغييرات الجسدية والرغبة الجنسية مع التقدم في السن.
كما أن الثقافة تؤثر كثيرا على النظرة التي تملكها المرأة عن نشاطها الجنسي، إذ يتم النظر الى العلاقة الجنسية في سن الخمسين أو الستين على انها أمر تافه، أو عيب، فلا تهتم المرأة بحياتها الجنسية تحت تأثير الأفكار، وأيضا بسبب التغييرات الجسدية المرتبطة بقترة انقطاع الطمث وهي فترة قصيرة قد تعرف انخفاض الرغبة الجنسية، بسبب الجفاف المهبلي أو التقلبات الهرمونية، غير أنها لا تؤثر على الرغبة الجنسية بشكل عام لأن النشاط الجنسي مفيد للهرمونات ويساهم في تحسين صحة المرأة.
ممارسة العلاقة الجنسية بشكل صحي بين الشريكين هو أمر مفيد للصحة النفسية والمعنوية وهو كذلك مفيد للصحة العامة وأمد الحياة حسب الكثير من الدراسات العلمية، على اعتبار ان ممارسة الجنس تجعل الأفراد أكثر مقاومة ضد جميع أنواع الالتهابات بالإضافة الى تأثيره الايجابي على العضلات خاصة في مرحلة الخمسين والستين، وتأثيره أيضا على ابطاء ظهور بعض أمراض التقدم في السن كأمراض القلب والسرطانات خاصة التي ترتبط بانخفاض النشاط الجنسي.
د. محسن بنيشو
