ذاكرة مرَّة.. الجزء الثاني

حين دخل والدي فجأة بعينين تفيضان بشرار لا يبشّر بخير، لملمت ابتسامتي وامتعاضي لكنه خرج سريعا كما دخل وبوجه احتدَّت ملامحه وازدادت قسوة وصرامة مما جعلنا ننفض عن حفلة السروال، غادر أخي ليدسّ رأسه بين كتبه كنت مأخوذة بالموسيقى لكني هذا الصباح بالذات لم أرفع صوت «الريزينغ» عاليا لأتحدى حضوره في غيابه

التتمة

عينا أخي اللتان تشعان حياة وسعادة وهو يأخذ رأيي في سرواله الكاكي الجديد، سروال جديد في ذلك الزمن وفي ذلك الوقت من السنة يعتبر كهدية من هدايا سانتا كلوز التي لا نعرف عنها سوى ما نراه في الأفلام الفرنسية، هدية تستحق الاحتفال.

ولأن أخي كان طالبا في الإعدادي فقد كان له حظ العيد مرتين، مشى أمامي يتباهى بسرواله الكاكي بثنيته المكوية بعناية شديدة وبجيبيه الواسعين، يدخل يديه بشكل يشبه حركة شارلي شابلن وهو يجرب اتساع جيبيه ويلتفت يمينا ويسارا بشكل مضحك أمام المرآة، وكنت جالسة على سرير أمي بوجه مبتسم ويداي على المرتبة مبدية إعجابي ومشاركة أخي فرحه الطفولي بالسروال الجديد ،ومخفية في نفس الوقت امتعاضا وحزنا من كوني ولدت في جسد مختلف..

حين دخل والدي فجأة بعينين تفيضان بشرار لا يبشّر بخير، لملمت ابتسامتي وامتعاضي لكنه خرج سريعا كما دخل وبوجه احتدَّت ملامحه وازدادت قسوة وصرامة مما جعلنا ننفض عن حفلة السروال، غادر أخي ليدسّ رأسه بين كتبه كنت مأخوذة بالموسيقى لكني هذا الصباح بالذات لم أرفع صوت «الريزينغ» عاليا لأتحدى حضوره في غيابه أو أشاكس صمت أمي وأختي بعد خروج ذكور البيت إلى مهامهم، الوهج الموسيقي الذي أشيعه يوميا في البيت كدفقات من شموس رشيقة يتسلل خفية إلى الأركان وكنت آمل أن أكنس به كل هذه الرتابة التي تحافظان عليها بهمة النساء العظيمة..

 لحقت بأختي والأفكار تأكلني لم يغضب والدي عندما رآني مع أخي بالغرفة ومالذي يزعجه من فرحنا الصغير الهادئ ؟

 منذ أكثر من أسبوع ووالدي يدخل إلى البيت متجهِّماً أكثر من عادته ولا أحد يعلم سبب ذلك كانت هناك همسات تتردد بين الجارة التي تزورنا وأمي عن إشاعات تدور حول حدث يخص عائلة من معارفنا حاولت ابنتهم الانتحار بسم الفئران والبلدة كلها تتهامس حول شكوكها عن السبب..

 لم يوصلني تجسسي اليومي لأي نتيجة لذا انتظرت حتى تكشف الأيام ما يخفيه تجهم أبي وهمسات الجارة وأمي..

 خرجت من الحمام بخدود متوهجة وسعيدة بالفستان الأحمر الذي أخيرا وصلت ولايته إلي بعد أختي الكبرى والذي دعوت الله كثيرا أن يزيد في جسدي سنتميترات أخرى طولا حتى أتمكن من الاستيلاء عليه، وأنا اتلذذ بجمالي الافتراضي قبل ان أصل إلى المرآة في غرفة أمي وجدته أمام الحمام مباشرة يطلب مني بإشارة من يده أن ألحق به، لم يكن الأمر غريبا فقد شعرت نوعا ما سيحدث..

ذاب توهج وجنتيّ سريعا وأصبحتا باردتين جدا. الخطوات خلف والدي أيضا غريبة وباردة مشهد سينمائي لا تنقصه سوى كاميرا وموسيقى تصويرية، أنا أمشي خلفه ببطء وهدوء يخالف ارتجاف الطفلة داخلي بينما يسبقني هو بكل عصبية وتوتر يخالفان صرامته وهيبته.

حاولت في اللحظات القليلة من المشي خلفه قراءة أفكاره وماذا ينتظرني في الخطوة القادمة، ربما سيمنحني هدية أو ربما بنطلونا جديدا مثل الذي اشتراه لأخي أو لعله سيطلب مني ان أكتب له رسالة إلى أحدهم كما يفعل دائما..

 

لا تفوتوا الجزء الثالت والأخير من القصة على “نساء من المغرب”

العلامة الرياضية الشهيرة تفتتح ثاني فروعها في مدينة الدار البيضاء، والثالث في المغرب، ضمن إطار شراكتها المستمرة مع "بلانيت سبورت" لتعزيز حضورها في السوق المحلي.
هي «لالة فقيهتي» في برنامج «ألف لام» الذي أعدته وقدمته للتلفزيون المغربي، ومحجوبة في حياة في وحل، ونعيمة في برنامج الحكاية الإذاعي، وهي الراوية في «الحبيبة مي»، ولالة ربيعة في «البحث عن زوج امرأتي». بعض من أدوارها الكثيرة والمتنوعة التي ترسخت في ذاكرة جمهور السينما والتلفزيون والمسرح والإذاعة، لتكشف عن فنانة رسخت إسمها بعمق إنساني كبير هي نعيمة المشرقي.
العلاقة الجنسية المثالية هي مفهوم شخصي للغاية، ويختلف من شخص لآخر. الخبراء يؤكدون على عناصر مفاتيح وهي التواصل، الاحترام، والقدرة على النمو والتطور معاً.