القفطان بعد 50 عاما: رحلة بين الأصالة والابتكار في عرض أزياء “روميو كوتور”

"القفطان بعد 50 عامًا" أكثر من مجرد عرض أزياء؛ كان احتفالًا بإرث ثقافي عريق ورؤية مستقبلية مبتكرة.

في مساءٍ ساحر، الخامس من مارس، احتضنت دار “روميو كوتور” حدثا استثنائيا بعنوان “القفطان بعد 50 عامًا” عرضت فيه مجموعتها الجديدة من الأزياء الراقية لفصلي الربيع والصيف 2025، ليقدم للعالم رؤية جديدة لهذا الزي الذي يُعد رمزًا للتراث المغربي الأصيل. لم يكن هذا العرض مجرد عرض أزياء تقليدي، بل كان احتفاءً بنصف قرن من التطور والإبداع، حيث مزج بين جذور الماضي وروح المستقبل، ليُعيد تعريف القفطان في عصر الحداثة.

القفطان: من التراث إلى العالمية

القفطان، ذلك الزي الذي يحمل في طياته تاريخا طويلا من الحرفية والفن، لم يعد مجرد لباس تقليدي يُقتصر على المناسبات والأعياد. لقد تحول إلى لوحة فنية تعكس ثقافة شعب وعبقرية حرفييه. في عرض “روميو كوتور”، تم تقديم القفطان كعمل فني متكامل، يجمع بين التطريزات الدقيقة والأقمشة الفاخرة التي تُذكرنا بتراث المغرب العريق، مع لمسات عصرية تجعله مناسبا لنساء اليوم.

إعادة ابتكار الكلاسيكيات: رؤية “روميو”

تُعرف دار “روميو كوتور” بقدرتها على إعادة صياغة الكلاسيكيات بلمسة حديثة، وهذا ما ظهر جليًا في مجموعتها الجديدة. قدم المصممون تصاميمًا تجمع بين الأصالة والحداثة، حيث ظهر القفطان بأشكال جديدة: أحيانا يكون ملتصقا بالجسم لإبراز الأنوثة والجمال، وأحيانًا أخرى يكون فضفاضًا مع تطريزات ذهبية ومعدنية تخطف الأنظار. كما تميزت التصاميم بإضافة الكاب الشبيهة بالبلازر، والطبقات المتعددة، والشفافيات الجريئة التي تعكس جرأة العصر الحديث.

لم تكن هذه التصاميم مجرد قطع ملابس، بل كانت قصصا تُروى عن تطور القفطان عبر العقود. كل قطعة كانت تحمل في داخلها ذكريات الماضي وأحلام المستقبل، مما جعل العرض بمثابة رحلة عبر الزمن.

عرض الأزياء: حيث البساطة تلتقي بفخامة المستقبل

أقيم العرض في إطار بسيط وأنيق، حيث تم تركيز الضوء على العارضات اللواتي مشين بثقة وأناقة، حاملات معهن إرثًا ثقافيًا عريقًا. أضافت النظارات ذات الطابع السيكادلي (النفسجي) لمسة مستقبلية إلى المجموعة، مما جعل المشهد يبدو وكأنه خيالٌ من المستقبل. هذا المزيج بين البساطة والفخامة جعل العرض يترك أثرا عميقًا في نفوس الحاضرين.

 

لم يقتصر الحدث على عرض الأزياء فقط، بل كان منصة لجمع نخبة من المشاهير والمصممين والمؤثرين في عالم الموضة. من بين الحضور، برز المؤثر “سلماني إف إس كي”، الذي يمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة على إنستغرام، مما أضاف بعدًا إعلاميًا قويًا للحدث. هذا الحضور المميز جعل الحدث ليس فقط احتفاء بالقفطان، بل أيضا احتفاء بتأثير الموضة في الثقافة المعاصرة.

وبهذا، أبرز العرض أن القفطان، بكل ما يحمله من جمال وتاريخ، سيظل دائما رمزا للهوية المغربية، وسيستمر في إلهام الأجيال القادمة، لأنه ببساطة… لا يشيخ.

 
الموضة هي وسيلة للتعبير عن الذات، فلا تخافي من تجربة أنماط جديدة أو ألوان غير معتادة.
"القفطان بعد 50 عامًا" أكثر من مجرد عرض أزياء؛ كان احتفالًا بإرث ثقافي عريق ورؤية مستقبلية مبتكرة.
أطلقت جمعية Mentor’Elles، بمناسبة اليوم العالمي لحقوق المرأة، الذي يُصادف 8 مارس من كل سنة، النسخة الثانية من كتاب "الواعرات: قصص بطلات لا يعرفن المستحيل"، باللغتين العربية والفرنسية.