تتذكر هدى العديد من المواقف التي يمكن تصنيفها في خانة المواجهات أو الازمات والتي كانت تتطلب الكثير من الصرامة، واستطاعت تجاوزها بما يكفله لها القانون وسلطتها كمفوضة، منحازة في ذلك لما يمليه الضمير المهني. تعتبر ان الكثير من المناصب وضمنها منصبها كان الى حد قريب منصبا مخصوصا للرجال…اليوم هناك نساء أكثر في هذا المجال بعد ان كنت الوحيدة ضمن دائرة وطنية تتكون من 13 رجلا.. ، وهو ما يعني التقدم ولو بخطى بطيئة».
المجال المالي والمحاسبة ومراقبة المالية هي مجال اشتغالها، وقبل الالتحاق بصندوق الضمان الاجتماعي، اشتغلت لفترة في العمل المصرفي، نفس الشئ بالنسبة لدراستها التي كانت في مساق المراقبة المالية بالمغرب.
تتذكر هدى سنواتها الأولى بالعمل، والمجهود الذي كان عليها بذله من أجل اثباث نفسها، بغض النظر عن مسألة النوع، الاكراهات التي واجهتها كأم وزوجة مقابل عمل يتطلب الكثير من التفرغ واليقظة..مقابل ذلك لا تميل هدى الى لعب دور الضحية، او جلد الرجل، هناك رجال لعبوا دورا ايجابيا في حياتها، منهم زملاء وعلى رأسهم زوجها الذي كان مساندا لها، ومؤمنا بالنساء عموما، وبفكرة تفانيهن في العمل ومنحه قيمة مضافة.
بقوة الواقع، يرتبط صندوق الضمان الاجتماعي بالشق الاجتماعي وخدمات القرب، وهو ما سمح لهدى بنظرة قريبة على الواقع الاجتماعي للمؤمنين، هناك أيضا كشفت عن حساسية خاصة للعمل الاجتماعي.لذلك حين تمت اقتراحها للانضمام لمنظمة «ما تقيس ولدي»، لم تدخر جهدا في تأسيس الفرع في مدينة فاس ، وتكون مشرفة بعدها على تأسيس فرع المنظمة بالرباط، وتشتغل لسنوات في القضايا التي انتصبت فيها المنظمة طرفا، وتتابع الملفات ذات الصلة لدى المحاكم والمستشفيات والشرطة والمؤسسات ذات الصلة.
بعض اللقاءات قد تأتي في صيغة هدية، ذلك كان احساس هدى بابا، وهي تلتقي سيدة اخرى ليست الا كريمة بوقدير المساعدة الاجتماعية والوجه المعروف في العمل التطوعي لصالح الأطفال، ومعا ستؤسسان جمعية الكوثر التي ستوحد رؤيتهما للعمل الاجتماعي.»اكتشفت العمل الاجتماعي، وكان نافذة كبيرة على الواقع والمجتمع المغربي، ولازال هناك الكثير مما يجب القيام به، الهشاشة، وغياب البنيات المرافقة، وتعقد المساطر والعلاقات».
كنت خجولة، تسترجع هدى ملامح البداية، لقد سمح لي العمل الاجتماعي بالاقتراب من قاع المجتمع وبتجاوز خجلي: العمل الى جانب الشرطة، المستشفيات، المحكمة، والمساطر..جعلني اقترب من الحالات والمعاناة والطابوهات التي تحكم مجتمعنا، ودور المرأة في التغيير ليس هينا». تدافع هدى عن حضور النساء في كل المهن والوظائف وفي مراكز القرار، وتجد ذلك في خانة المنطقي والطبيعي، استنادا الى الكفاءة والخبرات التي بنظرها يجب ان تكون الفيصل للنساء والرجال، دون ان تنسى الاشارة الى فكرة ان النساء يجب ان يفرضن انفسهن دون انتظار الآخرين لفعل ذلك.