تجربة مكنتها من تكوين فكرة على حقوق الإنسان في بلدان مختلفة، وعن فئات مختلفة، وثقافات بلدان إقليمية يعتبر وضعها الحقوقي اهتمام المعهد من بينها مصر العراق الأردن لبنان البحرين قطر السعودية الكويت .. من ثم، تعترف سوميشة رياحة: علمني المعهد: العلاقة بالحكم الرشيد والتشاركية، والقيم الكونية كالحرية والكرامة والعدالة. اختارت سوميشة في بداية مسارها العملي تدريس الفلسفة، وقد كانت مقتنعة بأن تدريسها مسلك للتربية على القيم..» لم أكن أمارس دوري كأستاذة، بل كمربية مؤمنة بمبادئ حقوق الانسان»، تقول سوميشة، رئيسة الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق النساء، وأول من أحدثت خلية استماع في قلب مؤسسة تعليمية بعدما اشتغلت في مركز فاما لاستقبال النساء المعنفات، «مرحلة مهمة قربتني من الظاهرة . لذلك لم أعد أتحدث عن العنف، بل صرت أستمع لحالات واقعية، فرضت تقوية القدرات، من ثم، أقبلت على التكوين وتدريب الآخرين في تقنيات الاستماع وكيفية تحديد مفاهيم خاصة بالعنف وبحقوق النساء وهي من القضايا الأساسية التي أشتغل عليها». تجربة في تطوير الذات بلغت بها مراحل متقدمة في نضالها مرإلى التشبيك مع الجمعيات للمناصرة، والضغط لتعديل القوانين التمييزية.
لم تقف عند مرحلة كنوع من الامتلاء، بل انتقلت الى الترافع والمناصرة وتدريب الجمعيات على مواجهة العنف وعلى حقوق الإنسان. انخراط يحتاج لكفاءة عارفة بالمجال الحقوقي ومؤمنة بأهميته، لذلك استحضرت برنامجا راهنيا باعتبارها مستشارة في بعض الجمعيات : وضع استراتيجية للترافع وتنمية قدرات الأمهات العازبات، وبرنامج آخر مع السجينات والفئات الهشة التي تشكل الحاملات لإعاقة والمعنفات أولوية بالنسبة لها..
تؤمن، سوميشة، بأن فعلية حقوق الإنسان مرتبطة بتجسيدها واقعيا من خلال الممارسات. إيمان لم يكن وحده ما جعلها تستحق رئاسة اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان ما بين 2011 و 2019، بل إن انخراطها الحقوقي الذي حبت فيه داخل أندية الأحياء، ومسؤولية الحقوقية التي جعلتها تشتغل في أماكن الحرمان من الحرية، ولقاء السجينات هو واحد من هذه الفرص.» الذي أثارني بشكل كبير، هو أننا نتحدث عن العنف وعن التمييز انطلاقا من حالات في مراكز الاستماع، لكن، هناك ناس خلف القضبان يعانون عنفا بدرجات متفاوتة، امرأة خارج السجن ليس هي امرأة داخل السجن، حتى داخل المؤسسة السجنية هناك اختلاف بين امرأة سجينة دون أطفال وأخرى معها أطفال، وهناك نساء حاملات لهم الأمومة وهن داخل السجن، وهناك من يتابعن أطفالهن من داخل المؤسسة السجنية عبر الهاتف.