في حي درب غلف بدأت أولى خطواتها في العمل الجمعوي من خلال انخراطها في دار الشباب وهي بعد في مرحلة الدراسة الاعدادية، وبعد رحلة غنية من العمل ضمن جمعيات ومؤسسات أخرى، عادت بشرى عبدو الى ذات الحي لتطلق منه تجربة مميزة لجمعية تعتمد على الطاقات الشابة وتبتكر أساليب جديدة للاشتغال على مواضيع معقدة مثل العنف المبني على النوع ، والقانون الجنائي والحريات الفردية، العنف الرقمي وإشكالات التبليغ .
بغير قليل من التكلف يمكن التقاط كلمات مفتاحية في شخصية بشرى ارتباطا باسم الجمعية التي اختارتها عنوانا لعملها : التحدي للمساواة والمواطنة، وهو التحدي الذي يطبع شخصيتها .
الديناميكية كلمة ترتبط كثيرا بأسلوب عمل بشرى التي تنتقل بين ملفات اشتغال كثيرة يجمعها حبل الحقوق الانسانية للنساء، بدافع من حساسيتها الكبيرة لصور الظلم والحيف التي تكون النساء ضحية لها.
بدات علاقتها بمناضلات الدار البيضاء وبالقضية النسائية نهاية الثمانينيات ، وكانت من مؤسسات وقياديات الرابطة الديموقراطية لحقوق المرأة، فقد كانت كاتبة اقليمية ثم منسقة وطنية لكل مراكز الاستماع التابعة لها، وسمح لها دلك بمسح كبير لخريطة العنف بالمغرب وبانخراط أكبر من أجل مجتمع ديموقراطي و مساواتي وبدون عنف وهي ذات الأهداف التي تحرك مبادراتها الكثيرة.سيتغير مسار بشرى عبدو سنة 2016حين انتقلت الى جمعية التحدي التي فجرت لديها طاقات اخرى على رأسها الكتابة ، اذ ستصدر بشرى أول ابداعاتها في السرد «أسرار غرفة» وفيها تروي قصص نساء التقتهن في مراكز الاستماع : معنفات، مطرودات من بين الزوجية أو عاملات بيوت تعرضن للقهر والتعنيف، الاغتصاب… «قصص فيها خلاصة معاناة لنساء أثرن في ولكني ترجمتها الى عمل ابداعي»، تقول بشرى عبدو.
تؤمن بشرى بالعمل النسائي الجاد لأنه عمل انساني، ولكونه «يبني الجسور بيننا وبين نساء أخريات يخفف معاناتهن، و»يرفع معهن كل الملفات المطلبية لتغيير كل القوانين التمييزية أو اللي فيها حكرة او ظلم» .
على رأس الملفات التي تترافع فيها بشرى،إشكالية العنف بأنواعه، وفي سبيل ذلك، أبدعت الكثير من المشاريع المبتكرة لمحاصرته، ومنها تقوية قدرات الفاعلين الميدانيين الذين يشتغلون بشكل يومي ولديهم تماس مباشر مع النساء ضحايا العنف، وتكوين أربع فئات لتجاوز اشكالات التبليغ عن العنف وتسهيل مساراته، وهي سائقات وسائقي التاكسي، محلات القرب(مول الحانوت) والصيادلة ثم المرشدات الدينيات .
بنفس الوقت ترفع بشرى عبدو تحدي مكافحة عنف أكبر وهو العنف الرقمي
وأبدعت في سياق ذلك حملة «سطوب العنف الرقمي» كما أطلقت مبادرة ترافعية جديدة تسعى لـلتجاوب مع ضرورة تجويد مختلف التدخلات الفاعلة في مواجهة العنف الرقمي، بالإضافة إلى توفير الدعم لضحايا العنف السيبراني على المستوى القانوني والنفسي والاجتماعي، خصوصا مع التطور الكبير والانتشار الواسع للتكنولوجيا المعلوماتية، وتوسع شبكات التواصل الاجتماعي، التي أضحت الحاضن الأساسي لعنف النوع الموجه ضد النساء والفتيات بالمغرب.