افهموني …تسلموا من تمردي

يقول الفيلسوف العالمي سيمور : “إن تربية الطفل يجب أن تبدأ قبل ولادته بعشرين عاما وذلك بتربية أمه”، فإذا كان الفيلسوف سيمور يربط تربية الأبناء بالأباء، فهل هناك عوامل أخرى تتدخل في تربيتهم ؟

سلامة الأبناء تستوجب سلامة تربية الأباء، إذ المدرسة الأولى للطفل هما الأبوان، يقضي إلى جانبهما معظم أوقات السنوات الأولى من عمره والتي تعتبر الركيزة الأساس في التربية، قبل أن تشاركهما المدرسة لتمم ما بدأه. وينفتح الطفل على الآخر ليكتسب منه بدوره، وبعد تدحرج الطفل بين البيت والمدرسة يكون للشارع نصيبه من تلقينه، فالطفل سريع الإلتقاط للصور والكلمات وسرعان ما تتسرب إلى ذهنه معطيات جديدة وليدة الشارع، إما أن تتسع دائرتها أو تقزم حسب حرص والديه، وتعتبر هذه الفترة المبكرة من عمر الطفل ذات أهمية كبيرة بحيث تكون لدى الأبوان القدرة على قيادة سلوكات الطفل والاجتهاد في توجيهه قبل أن ينفتح على المؤثرات الأخرى. ولأن التربية فن فالأب الذكي والأم الذكية هما اللذان يشتركان في مسؤوليتهما ويكملان أدوار بعضهما البعض، وغالبا ما يعطي غرسهما أكلا طيبا يقوى أمام كل ما من شأنه أن يعصف به، والعكس صحيح بالمسبة للأوساط التي يفتقد ربا الأسرة نفسهما إلى تربية سليمة، إذا من البديهي أن ينشأ الطفل على غرارهما، يقول الشاعر : «إذا كان رب البيت بالطبل ضاربا   فشيمة أهل البيت كلهم الرقص» .

وتجد هؤلاء الأباء يشكون ويتهمون الأصدقاء وما عرفه العصر من تكنولوجيا كسبب لتمرد أبنائهم والحق أن لهما تأثيرا في التربية، إلا أن هشاشة الأساس الذي تقام عليه التربية أيضا حاضر كسبب قوي من اختلافات أسلوب التلقين وسلوكات الزوجين أمام الأبناء وضعف حرصهم، فالإبن عندما ينزعج من كل ما يحيط به وما يروج داخل أسرته يبحث عن بديل خارج أسوار البيت، تذكرتني ليلى بقصيدة درويش حين تكررفي كل مرة “لا شيء يعجبني” في ردها عن سؤالي : لماذا تقلدين نساء غير والدتك وتعجبين بحياة الآخرين وتتمردين ؟ قالت : لا أبي ولا أمي يعجباني، ونمط عيشنا لا يعجبني فجو بيتنا يعكر صفوه الصراخ والجدال اللذان لا ينتهيان.

فالطفل بحاجة إلى حضن وكلما قربته منك اقترب، وكلما أهملته ابتعد وتمرد، وأن الأسرة هي أساس كل سلوك لتأتي المؤثرات الأخرى في مرتبة ثانية وفي مرحلة لاحقة كالصحبة، فرفقة الصالح تزيد من تمتين ما بناه الأباء والمدرس، وصحبة الطالح تحاول أن تميل الطفل أو الشاب عما تربى عليه إن لم تتصدى له التربية الدفينة التي تشربها الطفل أو الشاب والتي تنبض عند كل ميول ويشعر معها صاحبها بالذنب.

ويرجع قسم من الآباء تمرد الأبناء إلى ما يذاع من أفلام الكرتون والتي يغلب عليها العنف بالنسبة للأطفال وما يروج من مشاهد العنف سواء ما ينشره الإعلام أو ما يشهده الشارع بشكل شبه يومي. فيما يرد قسم آخر من الأباء ماهو شائع من تمرد البناء إلى ضعف الإيمان وابتعاد الأسر عن الوازع الديني في تربيتهم، فكلما تشبث الأبوان بالقيم والأخلاق كلما ورثا أبناءهم الليونة والحنان وأبعداهم عن العنف والتضجر وما يحسه من حرمان.

هي أسباب كثيرة لا يمكن حصرها منها المباشرة وأخرى غير مباشرة تتدخل لتكون الطفل أو الشاب المتمرد، وتعتبر فترة المراهقة الفترة التي تظهر فيها سلوكات الشاب ملأى بالتمرد لرغبته في التعبير عن الذات وفرض استقلاليته في الرأي، وسعيه إلى إقناع المحيطين به بقدراته، فإذا ما تقبلت بشكل إيجابي و تفهم المحيطون به احتياجاته ورغباته بقيت سلوكاته طبيعية، وإذا ما عورضت ولم تلقى تجاوبا عبر عن انزعاجه بأشكال مختلفة من ارتماء في أحضان الأصدقاء والهروب إلى الإدمان وغيرها ليفتح الباب أمام الفشل بوجوهه المتعددة في المدرسة والعمل ثم في الحياة، هي سلسلة مترابطة إذا أخل بالأولى أفسد الباقي، على الرغم من أن البعض يعيش مسارا طبيعيا منظما إلى أن يختل توازنه في مرحلة من المراحل ليصير شخصا متمردا بالسبب الدراسة أو العمل أو البطالة أو الأصدقاء أو الحب.

التربية فن ودراسة، والطفل لا يتلقى التربية بمحض الصدفة، فالطبيعة لا تربي والأخلاق تغرس وتلقن بتدرج وتعطي أكلها قدر اجتهاد الأبوان وما تمرد الأبناء إلا لجهل الأباء طرق معاملة أبنائهم وعدم التقرب منهم ومن أحلامهم وآمالهم وآلامهم، وبالابتعاد عنهم وكل هذا بسبب الوعي المحدود بأساليب التربية التي تستوجب المراقبة والإهتمام بمسايرتهم في اهتماماتهم، فالأب والأم الذكيان، هما اللذان يعيشان عمر ابنهما لا اللذان يطلان من برجهما العاجي يعطيان الأوامر والنواهي ليفشلا في الأخير وتصير لازمتهما “الزمن تغير أبناءالأمس غير اليوم”.

سيلين ديون تصل إلى العاصمة الفرنسية باريس، استعدادًا لمشاركتها في افتتاح أولمبياد 2024.
حققت اللاعبة الدولية المغربية فاطمة تاغناوت حلمًا طال انتظاره بانضمامها إلى نادي إشبيلية الإسباني للسيدات، لتصبح أول لاعبة مغربية ترتدي قميص النادي الأندلسي.
قالت مصادر مُطلعة على الوضع، أن بيلا حديد استعانت بمحامين ضد شركة أديداس بسبب افتقارها إلى المساءلة العامة، وذكرت أنها تشعر أنهم قادوا ضدها حملة قاسية ومدمرة.