أبلغ من العمر 45 عاما، أعاني من سمنة مفرطة تصل ل 167 كلغ، لم يسبق لي الزواج من قبل. أقضي معظم أوقاتي اليومية في نوبات متكررة في جسمي أشعر بكل خجل ولوم بذكرين يلامسانني بحرية ودعابة : تارة داخل جسدي بما فيه صدري بطني جهازي التناسلي، وتارة ينطقون داخل فمي ويأمرونني بطاعتهم. أفكار تنتابني لدرجة مقاطعة نومي ليلا لتلبية طلبهم في المعاشرة الجنسية. أنا في عزلة لا أتذكر الكثير من الحب ولا مغامرات شبابية، بل فقط “الحكام” : منع وعنف من طرف أمي، توفي أبي وعمري آنذاك 10 سنوات، تزوجت أمي فترعرعت عند جدتي. حتى يومنا هذا أسيرة، أعيش وفق نظر الآخرين… لا أعرف للبهجة مكانا ولا لرأيي سبيلا. لا أجادل ولا أعارض ولكن سجينة أفكاري فقط… شكرا لمساعدتي.
الجواب للأستاذ عبد الكريم بلحاج أستاد علم النفس :
أعتبر بداية أن كل من طلب مساعدة من معالج نفسي فهو نوع من الوعي بالذات والرغبة الداخلية في العلاج وليس أبدا من باب “حشومة وعيب”. إن التحليل النفسي في جوهره يقوم باختبارالكلام والخطاب وتحليل السلوك، وعلى المثيرات والأسباب المسؤولة عن الحالة. فمن خلال عباراتك دون لقائك هناك توثر واضطراب نفسي متكرر وإحساس بإحباط وتعرض لضغوط نفسية، ثم صدمات الفقدان المتكررة (الأب، الأم، فقدان الحب، عدم الحرية “الحكام” وقلة الرعاية “أسيرة”، قلة الثقة بالنفس “لا أعارض…”). أحاسيس تأخذ طريقها في الكبت كآلية دفاع لا شعورية وهي تفلح في ذلك عندما ضعف التيقظ لديك وأنت آنذاك في مرحلة الشباب، فحدث نزاع بين الرغبة الجنسية اللاشعورية والدفاع من أجل التحرر وبين الالتزام بمبادئ “الحكام” أي القيود، إلى أن انصب اهتمامك على الجوهر بما فيه الأفكار الوسواسية بصيغة الذكرين، حتى أهملت صورتك الجسدية “الشراهة”. لا ترفضين، خجولة…، تساءلي عن ما يمنعك من إعطاء رأيك ورفض ما لا ترغبين بقيامه أحيانا ؟ أنت تعملين على تلبية رغباتك في شكل أعراض وهمية حتى لا تصطدمين بالمعارضة والعنف.