قد تكون لطيفة أحرار أكثر الفنانات المغربيات إثارة للجدل، وتتعرض بسبب ذلك لانتقادات وصلت مرة حتى التهديد بالقتل. لذلك، هي تدرك جيدا معنى العنف في شكليه المعنوي والرمزي. أمامه وأمام العنف الذي يغزو العالم في أبشع صوره، تؤمن لطيفة بالعلم والمعرفة والحب سبلا مؤدية للتغيير وللثورات الجميلة.
وافقت على الظهور على غلاف المجلة في هذا العدد الخاص بالعنف، ما رسالتك من خلال هته الصورة؟
بالنسبة إلى صور الغلاف، هي أيضا عمل فني يدخل في مضماري كفنانة. وصورة الغلاف لا تعني امرأة تتزين بقفطان وصافي، بل يعني قيم الصحافة النسائية لأنها قيم تتحدث عن الإنسان. وأشكر المجلة لأنها منحتني فرصة المشاركة في محاولة للبحث ولمس عمق الإنسان الذي يعيش ويعاني من العنف في كل الفضاءات، في التلفزة، و في الصحف وفي المجلة، في الشارع على المواقع. حتى في البيع والشراء نجد العنف بين الأزواج، بين الشخص ونفسه، هناك صور العنف في كل الفضاء.الغلاف صمم بجمالية، ليس فقط لوجود لطيفة أحرار عليه ، بل لأن هناك رسالة نسائية. ونحن معا مجلة وفنانة، التقينا لأننا ندافع عن إنسان عليه أن يعود لإنسانيته وأدميته. هته رسالة مؤثرة بالنسبة إلي، هناك شيء آخر، ومن خلال هته الصور، أخرج عن النمطية. إنه استفزاز لذيذ.
تعرضت للعنف..
تعرضت للعنف، بالتأكيد، حصل ذلك. أعتقد أنه في العالم العربي كونك امرأة فقط، هو كاف ليجعلك تتعرضين للعنف. بعد مسرحيتي ”كفر ناعوم“ تعرضت للعنف، ولتهديدات كثيرة على صفحات الفيسبوك، وتلقيت السب والقذف والشتم وهذا عنف. فالناس تعتقد ربما أن الأمر مجرد كلام فقط وراء شاشة الكمييوتر، لكنها كلمات تعنف وتبين لك مدى العنف والحقد الذي يسكن الناس رجالا ونساء. والخطير أن يكون الشباب ضمن هؤلاء.
بم تردين على العنف ؟
بالسلم. بالإبتسامة. بالهدوء. بالحب. بالصدق وبالجمال. أما في اللحظات التي أشعر أني قد أكون عنيفة، فأختار ممارسة الرياضة، أو النوم أو الخلود للاسترخاء، أو أخذ حمام.
منذ بداية ما سمي بالربيع العربي كانت النساء في قلب الحراك، لكن في النهاية لم يجنيين ثمار هذا الربيع، ما السبب بنظرك؟
النساء والأطفال والشيوخ والأقليات أيضا تتعرضللعنف، لأن الديموقراطيات لا تبنى بسهولة والثوراتالجميلة هي الثورات الثقافية التي تبنى عن علموليس عن جهل. إنه حين تعطينا الثورات شعوبافيها الجاهلون، فمن الطبيعي أن يكون فيها عنفودم وقتل بالسيف والسلاح و بالحجر والرجم، لأنهالا تملك لغة الحوار بينما حين نطور الثقافة والفنون والرياضة لدى الشعب، ونطور المعرفة ونعلمه تقبلنفسه وحبها وحب الآخر، فنحن نبني شعبا حينيريد التغيير سيقوم به وهو يحترم صناديق الاقتراع،وهو يحترم أيضا خصوصيات المرأة، والأقلياتوغيرها. سيحترم المرأة ليس لأنها أمه أو أخته بللأنها مواطنة.حقيقة خلق الربيع العربي هوة كبيرة، ولكن الأمور ستعود لأصلها. سيتطلب ذلك وقتا، لكنه سيصل. فدائما أصوات السلم، يجب أن تسمع.
هل هناك معيقات تواجه عملك كفنانة من منطلق جنسك كامرأة أولا ؟
بالتأكيد. وحين تكونين أيضا فنانة تتجرأ على الاقتراب من مواضيع في حكم طابوهات، فإنه لا يتم الترحيب بذلك أحيانا. لا يقبل أن أبرز ما يزعج، فيقال أني أمس بكرامة المرأة المغربية. لكن حين أتكلم عن بعض الأشياء الموجودة في المجتمع المغربي، فلا يعني ذلك أني أمس كرامتها، أنا أصور المجتمع كما هو. أحاول تقديم صور متعددة منه، لكي نطوره.لست الوحيدة، لكن كل يساهم من منطلق عمله. لكن هذا يزعج، والأصوات المحافظة ترفض هذا الصوت، وأحيانا تكون في مركز القرار. وحين يقترح اسمي لعمل ما، تكون وراء شطبه. لكن أنا شخص لا يستسلم، بل يؤمن أن هذا بلدي، وأبنيه مع الجميع على اختلاف آرائهم بالاحترام وبنبذ العنف.