النساء فى فضاءات الملاعب العربية

ولوج النساء إلى ملاعب كرة القدم، ظاهرة ليست بالجديدة، لكنها عرفت تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة. فحضورهن ووجودهن كان محتشما جدا، ويرجع ذلك إلى نقص اهتمام الجنس اللطيف بآليات اللعبة،… بالإضافة إلى أن الكثيرات كانت لهن نظرة متسرعة عن لعبة كرة القدم، خصوصا الأمر هنا يتعلق بلعبة ذكورية بإمتياز. ولعل ظهورهن على مدرجات الملاعب، أتاح لهن فرصة إظهار عشقهن للمستديرة، الشيء الذي أعتبر  في عهد قريب حكرا على الذكور فقط. فهل ولوج النساء إلى الملاعب، هو مغامرة أم إضافة إيجابية للمشهد الكروي؟ سؤال طرحناه على مجموعة من المواطنين والمختصين، فكانت الآراء كتالي :

أحلام شرف الدين فنانة ممثلة :

أصبح إقبال الفتيات على ملاعب الكرة أمرا عاديا، على عكس الماضي القريب. وكان ولوج الفتيات إلى الملاعب الكروية بالأمر العسير، بحيث كنا نتعرض للتحرش اللفظي، وكن مجبرات على أن يرافقنا رجل، ورغم ذلك نسمع كلمات نابية بين صفوف الجماهير. لكن مؤخرا أصبحنا نحضر هذه المبارات، ويحترمنا الطرف الآخر باستثناء شردمة قليلة من المتفرجين الهائجين الذين يدخلون إلى الملعب فقط، من أجل إحداث الشغب، الظاهرة التي نتمنى من السلطات المعنية التحكم فيها ومحاربتها وتجنيد كل طاقاتها للحد منها.
أما بالنسبة لنظرة الرجل للمرأة وهي وسط الجماهير تشاركه متعة التفرج وتشجيع الفريق المفضل عندها، أصبح فعلا أمرا عاديا، وصرنا نرى إقبال الفتيات، وكذلك لم تبق الفتاة فقط متفرجة عادية أصبحت هي بدورها تشارك في ” الالتراس” وتحفظ وتتغنى جنب الرجل في الملعب، بشعارات فريقها المفضل.

مريم مدوان، مسيرة محل تجاري :

لم يعد الإغراء بمشاهدة المباريات كرة القدم والاستماع بها داخل الملاعب، يقتصر فقط على الذكور، بل تجاوز ذلك ليجذب أنظار الإناث في جميع الدوريات، غير أن الوضع يختلف بين الدول الأروبية أو المتقدمة عموما، ونظيرتها العربية ومن بينها المغرب. وإن كان لا يمنع ولوج الفتيات إلى الملاعب، إلا أنه يبقى أمرا غير إعتيادي مصحوبا ببعض المضايقات التي تبدأ حتى قبل ولوجها الملعب. فبمجرد إرتداء قميص الفريق، والنزول للشارع، عليك الاستعداد لسماع كلمات تعبّر عن نظرة صاحبها الرافضة لهذه الصورة. فالفتاة بزي رياضي ذاهبة إلى الملعب برفقة شباب ذكور، هي في نظرهم تبحث عن المشاكل. وبحكم التجربة كفتاة، ولتفادي الوقوع في مضايقات داخل الملعب التي من الممكن أن تتطور لتحرش لفظي أو جسدي، فأنا مرغمة على الجلوس في المنصة عوض المدرجات الجانبية الصانعة للفرجة. وهنا أذكر إحدى المباريات حين جلست في إحدى هذه المدرجات لأتفاجأ ب 3 شبان بجانبي يقولون لي : “شوفي اختي إلى جاية تفرجي فالكورة سيري المنصة ماشي هنا، هنا غادين غيتبسلوا عليك واحنا قلنا لك آش كاين ودبري راسك”، ومع ذلك، لا يجب إنكار أن عددا كبيرا من الشباب، يجد الأمر عاديا بل ويشجعه. في المغرب لم نتمكن من ولوج المرافق الرياضية، وخصوصا ملاعب كرة القدم، بأريحية وحرية كباقي المرافق العمومية، وإن كانت لا توازيها في الأهم.

مصعب الخير، طالب :

أن تحضر النساء لمتابعة تظاهرة معينة هو أمر طبيعي جدا، إن توفرت له شروط التحضر والاحترام، وهو ما نفقده مرارا في أغلب التجمعات الشبابية الضخمة. حماسة كرة القدم مثلا، كثيرا ما تدفع بعض مرضى النفوس إلى الخروج عن اللياقة وعن الاحترام، وتصل في أحداث مختلفة إلى العنف.
أتذكر مرة أن بعض الفتيات دخلن إلى المدرجات، حتى تحركت الآهات والصيحات من هنا وهناك، كلمات متغزلة وأخرى ساقطة جدا. هذا لا يعني أن حضور الفتيات هو السبب، فالسبب تلك الحمولات العنيفة والفوضوية المزروعة في المجتمع وتظهر بأشكال مختلفة داخل التجمعات الضخمة.
أتذكر أيضا، أنني في مرة نجوت من مجموعة مشجعين بأقمصة فريق معين، بعد أن حاولوا سرقة هاتفي النقال، وأتذكر أيضا، أن شابا نصحني بأن أغير الزقاق الذي كنت أنوي التوجه منه، لأن مجموعة مشجعين متوجهون منه إلى الملعب. القصد أن حالات العنف، لا تستثني أحدا داخل التجمعات وخاصة الرياضية منها. يعني “غادي للتيران وحاضي راسك وحوايجك”. حضور الفتيات إلى ملاعب الكرة لتشجيع فرقهم المفضلة، شيء طبيعي في المجتمعات المتحضرة، التي تعي جيدا معاني احترام الآخر، والمحيط في مختلف الظروف. أما وحالات التسيب التي قد تقع، فيجب أن تحارب بالتوعية والتربية على نبذ العنف، من طرف كل المسؤولين والهيئات المدنية.

سارة إجابي، صحافية رياضية :

من الشعارات المعروفة والمألوف رفعها “الرياضة للجميع” لكن يبدو -وكما العادة، أن مجتمعنا مازال حبيس بعض التصنيفات التي تدخل أساسا في خانة التمييز والهيمنة الذكورية، توجه الفتيات للملاعب من أجل متابعة المباريات لا يكمن اعتبارها ظاهرة، بل هو اختيار، سلوك أو معطى طبيعي، فالفتاة لها إهتمامات مختلفة باختلاف ميولاتها وطبيعة وسطها الأسري أولا ثم التعليمي والمجتمعي بصفة عامة، لكن ربما ما تشهده الملاعب من حوادث عنف وشغب جعل المسألة شبيهة بالمغامرة. هذه المغامرة قد تنطبق حتى على الشاب وليس فقط الفتاة بالنظر إلى “الخطر” الذي باتت تشكله ملاعبنا للأسف، وهذا موضوع آخر.
الحديث عن حضور نون النسوة في مدرجات الملاعب لا بد أن يحيلنا على مبدأ المقارنة غير المنصفة في غالب الأحيان، لكنها بديهية، في البقاع المنيرة في العالم. تشكل الملاعب والصالات الرياضية فضاء ترفيهيا ونقطة لتجمع كل فئات المجتمع، وفي المغرب في فترة سابقة يتذكر الجيل القديم منظر الملاعب حينما كانت وجهة للأسرة ككل، بينما الآن بات إسم الملعب مقترنا بالطيش، وبالفراغ والتهور، للأسف. بالعودة لواقع الحال ولفحوى الموضوع، قد يكون حضور الفتاة في الملعب “مغامرة” لكنها خطوة حميدة ومستحبة، علها تساهم في تذويب أسلاك التفرقة بين الجنسين : لطيف وخشن.

سيلين ديون تصل إلى العاصمة الفرنسية باريس، استعدادًا لمشاركتها في افتتاح أولمبياد 2024.
حققت اللاعبة الدولية المغربية فاطمة تاغناوت حلمًا طال انتظاره بانضمامها إلى نادي إشبيلية الإسباني للسيدات، لتصبح أول لاعبة مغربية ترتدي قميص النادي الأندلسي.
قالت مصادر مُطلعة على الوضع، أن بيلا حديد استعانت بمحامين ضد شركة أديداس بسبب افتقارها إلى المساءلة العامة، وذكرت أنها تشعر أنهم قادوا ضدها حملة قاسية ومدمرة.