بين لوبيز والزين اللي فيك

موازين/ نعيمة الحاجي

لم ينتظر المتفرج طويلا لحضور عرض في “العري” بعد أن طالت يد المنع فيلم الزين اللي فيك للمخرج المغربي نبيل عيوش، فقد أهدته الفنانة الأميريكية جنيفر لوبيز ترويحا عن ما أصاب بعضه من غبن جراء مقص الرقابة المتأخرة التي قصت عرض الفيلم في المغرب، هكذا انتقل التهكم بالمنع من الشارع حيث أخذ بعض الظرفاء يوظف الفيلم في دعوة المتحرشات بهن ” أجي نعرض عليك ل الزين اللي فيك ” ، إلى منصة السويسي حيث الافتتاح الرسمي لمهرجان موازين، لينتقل التهكم إلى دعوة مباشرة لتعويض “الحرمان” من عرض بقاعات السينما إلى عرض على الملء، وبين المحتج من خارج منصة السويسي على جسد لوبيز التي لم تنسى التأمين على تفاصيله “التجارية ” التي تعرف أن رأسمالها الربحي كبير جدا في بورصة المهرجانات، وبين المنتشي باللحظة الفنية التي بدأت بإيحاءات نصبت جراءها، الخلفية المحافظة بالقناعة والمحافظة بالوصاية والمحافظة بالنفاق الاجتماعي، نفسها لرمي الجمر الحامي : الله ما هذا منكر، لكن الأكيد هو أن الكثير ممن كانوا خارج منصة السويسي، وأشهروا ورقة : الله ما هذا منكر، تمنوا لو كان العرض مجانيا ليرقصوا هم كذلك عراة، أو بتقليد الحركات التي اعتبروها ميوعة لحظة كشف لباس العرض لجونفير لوبيز وفرقتها عن مقدمة “لحشومة ولحشاك” عندنا، والجرأة الفنية عندهم، وهو نفس التفاعل المنافق الذي عبر عنه من احتجوا على فيلم الزين اللي فيك ثم عادوا للاحتجاج ضد منعه.

لم يتفاعل جمهور منصة السويسي مع الفنانة جنيفير لوبيز باستحضار الشخصية التي تلعن في السر وترقص في العلن، هم 160 ألف متفرج دفعوا من جيوبهم من أجل التفرج على هذا المختلف عنا في ثقافته في قناعاته وفي البحث عن المختلف فنيا لتوسيع عرض وطول القاعدة الجماهيرية، بل إن تفاعل هذا الجمهور أظهر منذ بداية العرض عن استمتاع باللحظة الزمنية لجنيفر على منصة الافتتاح الرسمي لمهرجان موازين، ولأن ذات اللحظة الزمنية تخرج دائما في آنها عن الرقيب، ولا تستحضر الجواني المحافظ بالوصاية أو بالنفاق الاجتماعي لم يقاطع ولو يحتج الجمهور على نسخ فنية متحركة أمامه على امتداد العرض، لكن المتفرج “البراني” حولها إلى مسخ متحرك.

سلط المسلسل الضوء على واقع المرأة المغربية من خلال شخصيات تعيش في مستويات اجتماعية مرتفعة، بينما تخفي معاناتها الحقيقية خلف صور السعادة على وسائل التواصل الاجتماعي.
بمؤسسة دار بلارج، التي تحضن موضوع روبرتاجنا عن الأمهات الموهوبات، وجدناهن قد تجاوزن وصم « بدون» الذي كان يوصم بطائق تعريف بعضهن في زمن ما لأنهن ربات بيوت، حصلن على جائزة المونودراما بقرطاج عن مسرحية كتبنها، شخصنها، وعرضنها فوق خشبة مسرح عالمي. والحصيلة مواهب في فن يصنف أبا للفنون، اشتغلت عليها مؤسسة دار بلارج وأخرجتها من عنق الحومة والدرب وجدران البيوت القديمة التي لم يكن دورهن فيها يقدر إلا ب»بدون».
الأبيض والأسود لونين أساسيين في مجموعات عروض أزياء أسبوع الموضة بباريس.