تذكرة إلى الجنة

قبل شهور أحرقت روزالين تنانيرها القصيرة وقمصانها المكشوفة الصدر. كان زوجها ينظر إليها بإعجاب شديد بعد أن غيرت شكلها وأصبح إسمها زينب، وكان ذلك إيذانا بعهد جديد… نظرت إليها وقد مسحت كل آثار المساحيق على وجهها الأبيض، وبدت ملامحها الجميلة مختلفة وسط الحجاب.
يحدث ذلك بين الفينة والأخرى حين تشعر بالتحول المفاجئ في الديانة والتقاليد والاعتقاد، لكنه إعلان رسمي عن الرغبة في الانضباط الجميل، هكذا حدثتني زينب وهي تنظر بعينين متوحشتين وسط ثوبها الأسود الفضفاض. لكن أمها رفضت بشدة، هذا ما أخبرتني زينب الجديدة وهي تحدثني عن تعصب أمها من الرداء الغريب والذي تراه مختلفا عن كل أصولها كما لعنت العرب والاسلام. كانت زينب وهي تغير شكلها وديانتها تلبي أمرا ذاتيا محضا لا يؤذي أحدا، لأنه اختيار خاص، وما علينا سوى الايمان بقناعتها الذاتية. لكن هذا لا يحدث دوما. فبعض الأشخاص الذين تحولوا فجأة من أناس يقفون على أبواب الأزقة، يدخنون آخر ما تبقى من سجائر الحشيش في منتصف الليل، ويقلقون منامنا بعودتهم المترنحة، قد أعلنوا فجأة هذا التحول. صاروا يعظون في كل الأوقات وبدأوا يبحثون عن أطر تؤوي اختياراتهم الفجائية، كي يقتلوا ويحققوا العدالة الإلهية على وجه الأرض. ننظر في كثير من الأحيان إلى وجوه صغيرة لم تنضج بعد، قطفها الموت قبل الأوان دون أن تعرف ما الذي يحدث ولم تغادر هذا العالم؟ ونتساءل هل التذكرة للجنة بنيت على قتل الأبرياء؟

وقد سأل صديقي العراقي وهو بصدد إعداد برنامج عن هذا التحول، العديد من الناس الذين يقودون الثورات في المدن العربية وينهبون، واكتشف أنهم هم أيضا لا يفقهون المعنى الحقيقي لهذا القتل، ولكنهم يسعون للتطهير والنقاء. وهو يتأمل الصغار يغادرون العالم، كان يتساءل ما هو الذنب الذي ارتكبه هذا الصغير، الذي ما زال لم يحلم بعد في حق هذا العالم كي يودعه؟ وهل وصل إلى لحظة التطهير من الآخرين؟ ومن أعطى الآخرين هذا الحق ليعلنوا تطهير الآخرين؟

حين سألت روزالين عن سبب ارتدائها الحجاب، كانت تقول إنها تنوي أن تدخل إلى الجنة، وكان الحجاب والدين هما التذكرة، وكان الأصدقاء الآخرون يفكرون في القتل كتذكرة للجنة، وفي قاموسي اليومي لم يحدث أن كان القتل عبورا للفردوس. أتأمل كل التغيرات التي تحدث والتي صارت تفرض علينا العيش في الخوف والترقب والحذر، من كل الانفجارات الغريبة التي تحدث لتعدم أناسا عاشوا هم أيضا فقراء الجنة، ويغادرون العالم مكرهين وهم لا يمتلكون شيئا.

أتأمل فكرة الجنة، هل يستطيع دم مغدور أن يكون مفتاحا للجنة؟

أعيد الاستماع إلى أغنية « تذكرة للجنة » لداير ستريت، وأفكر أنها تذكرة مختلفة حين يمنح الاله الأبدية لينقذ الأطفال من الفقر، تلك هي الطريق إلى الجنة. إنها التذكرة الحقيقية للجنة، حين يخف هذا العالم من التوتر والخوف، ليعلن الطمأنينة والهدوء التام والتسامح …

ولكن كيف أصبحت التذاكر تباع لكل من يهوى، فالعديد من الأشخاص أصبحوا يمتلكون هذه التذاكر وكأنها بيعت في السوق السوداء بأثمنة باهظة ليشعروا بأنهم يمتلكون حق المحو. في الزقاق المجاور يغادر العديد من الأشخاص أماكنهم باتجاه هذا الخيط الأزرق، أفكر في أنهم لا يفقهون أشياء كثيرة عن حق الإنسان في الحياة والاختلاف…

التذاكر للجنة هي الطمأنينة والسلام واحترام الحق في الحياة للآخر، وليس إعداما لأحلامه. أفكر في أننا من حقنا أن نختلف وأن نحترم هذا الاختلاف، لأننا في النهاية مختلفون ولا نشبه بعضنا…

لطيفة لبصير

الأبيض والأسود لونين أساسيين في مجموعات عروض أزياء أسبوع الموضة بباريس.
للدراسة أو لغيرها من الأسباب، يغادر الأبناء البيت، فيجد الزوجان نفسيهما مقابل واقع مختلف، فرصة لاستعادة المشاعر أم تهديد للعلاقة الزوجية ؟ كيف يمكن التكيف مع هذا التغيير، وإعادة اكتشاف الهوية الجديدة للزوجين وكيف يمكن استثمار هذه الفترة بشكل إيجابي وبناء علاقة أكثر انسجاما ؟
هند زمامة لم تكن يوما متسلقة جبال، بل كانت سيدة أعمال ناجحة بدأت حياتها المهنية في عالم الشوكولاتة إلى جانب والدها، إلا أن كل شيء تغير خلال فترة الحجر الصحي، عندما شاهدت برنامجا وثائقيا عن تسلق الجبال. تلك اللحظة كانت نقطة التحول التي دفعتها لخوض غمار هذه المغامرة الجديدة. لم يكن الأمر مجرد فكرة عابرة، بل تحول إلى شغف حقيقي دفعها لتسلق القمم.