خيانة…(2)

هل تضاعفت، هل تعددت، هل تنوعت أم أن السر كان، فقط ، مستورا، لاهيا بين أحضان نائمة؟ الخيانة فعل قديم، فهي تتردد في الإبداع منذ القدم، وتحفل بها منجزات العلوم الإنسانية… لكن من الأكيد أيضا أنها تتضاعف اليوم أمام هذه الصيحات اللانهائية من تنوع أشكال ارتياد الجنس، فلم يعد الجنس ذلك الفعل الذي يتطلع إلى تحقيق رغبة عادية تلبي حاجات التحقق النهائي للنشوة، بل أصبح مدار اهتمام الكثيرين بطرق وأشكال ممارسته، إنه الفعل الأكثر غرابة اليوم في الالتواءات والاستيهامات، حتى إن العديدين يعزون سبب فشل الرغبة في تحققها إلى كون الدماغ أصبح مشبعا بأنماط وتعدد ممارسة الجنس بأشكال جديدة. ولأن الانسان عاشق الأصابع التي تتقن فن تغيير الترويض،  فقد تنتابه خيبة عدم الاقتناع بما يحدث في اللحظة الجنسية إذ لا يتحقق من رغبته الجامحة إلا بعضها. لا تهتم العديد من النساء بقضيب أزواجهن، فبالنسبة لهن تقتصر وظيفته على الولوج الداخلي فقط، إذ الرجل يحتاج إلى عمليات مسبقة قوية تتنوع في كل مرحلة، فهو في حاجةإلى شهوات تؤجج سخونته، ولذا، يتوجب أن يصاحب هذه الرغبة أشياء ترتبط بتنوع الأكل ومدى إذكائه لحيوية الجسم، من عسل أو مربى أو مثلجات أو شوكولاته… إلى غيرها، مما يسهل عملية العشق، ويمنح للفعل طابعا يخرج عما هو يومي، في حين تحتاج المرأة إلى الكلام الذي يمهد للخطوة التالية، فهي دوما في حاجة إلى “كلمة ازوينة” تثبت الحب قبل أن يتجه إلى الرغبة. والجنس فعل يحتاج إلى كلام قبيح، وفي كثير من الأحيان يصعب على بعض النساء الحديث عنه، ولكنهن يفجرن هذا المكبوت اللغوي حين يجتمعن مع نفس الجنس. فتلك لحظة تجمع أسوأ التعابير، وأقصى الأوضاع التي لا يستطعن أن ياتينها في الفراش، لأنها تظل الفعل المشين الذي يلعب في خفاء، بل إن بعضهن تذهب إلى تحقيقها خارج فراش الزوج، حتى تحافظ على ذلك الوجه المقدس الذي نما في وسط لا يعرف قبح الفعل. وتلك هي المفارقة ! فمن الغريب جدا أن تنصب اهتمامات النساء على راقصين رجال في حفلات ترفع من معيار فحيح الجنس، ويتطاولن على الإمساك بالعضو الذكري وهن يعبثن به مثل دمية مخصية، ومثيرة. ويفعل الرجال الفعل نفسه بالبحث عن نساء يتعرين بنفس الطريقة، ويتم ضربهن على العجيزة صاحبة الكارثة اليوم أو “الحلاوة” على رأي الشيخة تسونامي . هل تغيرت الرغبات أيضا؟ أكيد، فالرجال يرون أن المرأة ترغب في وجه الرجل، وتبدأ برغبته حتى ينبذن الرغبة الأعمق، ألا وهي الجسد الفارع، الممتلئ، البارز العضلات، والحاضن القوي، والقضيب الأشهى، فمن قال إن المرأة ترغب الوجه فقط؟ من يحدد هذه المعايير؟
إن حصر الرغبة في مجال ضيق هو ما يجعل الفعل الجنسي محموما بالسرية في البوح، إنه لا يريد أن يعلن عن جموحه داخل الفعل الجنسي، وكأنه يخشى أن يقدم مفاتيحه للآخر خوفا من الإهانة أو السخرية من الطرف الآخر. لذا، يعترف العديد من الرجال للنساء برغباتهم وهم خائفون من الفضيحة. فالعديد من الرجال يريدون مثلا إشراك بعض الأعضاء الجنسية المصنعة التي تغير من إيقاع العملية الجنسية الاعتيادية ولكنهم يخشون الرفض، لأن العديد من النساء يرفضن هذا التغيير، بل تذهب النساء إلى أبعد من ذلك، وإلى سرد هذا الطلب للأخريات، فيغادر السر السرير كي يصبح الطلب علنا مشوبا بالازدراء من طرف البعض.
لا تتوقف النساء عن الحديث عن جارة  “قدمت” عجيزتها لزوجها، وعن أخريات فعلن مثلها وهن فخورات بذلك، وتحسدهن الجارات على ما تلقينه من هدايا ثمينة، مثل سيارات فارهة وقطع ذهبية غالية، غير أنهن ينزلن عليهن بأفظع السباب واللعنات لكونهن تنازلن عن مؤخراتهن من أجل الذهب.
يبدو الفعل الجنسي غريبا، فهو رغبة بين رجل وامرأة، ولكنه في نفس الآن محاط بالعديد من الغموض، لأنه فعل غير واضح، وهو، أيضا، محاط بالخوف الذي نما فيه، إنه نابع من تربية مسيجة. ولأنه كذلك، فهو لا يستطيع الإفصاح بحرية إلا خارج السرير المشترك، وذلك لأن الآخر الذي يشترك معه في هذا الفعل، ليس شريكا دائما، فرفضه لكل عمليات الجنس المحيرة والمستعرة، لن يؤذي أكثر من شريك دائم يربطنا  به أولاد وأسرة وتفاصيل عائلية وأمكنة ومواضعات اجتماعية ووو…إلى غيرها.
( يتبع…) لطيفة لبصير

سيلين ديون تصل إلى العاصمة الفرنسية باريس، استعدادًا لمشاركتها في افتتاح أولمبياد 2024.
حققت اللاعبة الدولية المغربية فاطمة تاغناوت حلمًا طال انتظاره بانضمامها إلى نادي إشبيلية الإسباني للسيدات، لتصبح أول لاعبة مغربية ترتدي قميص النادي الأندلسي.
قالت مصادر مُطلعة على الوضع، أن بيلا حديد استعانت بمحامين ضد شركة أديداس بسبب افتقارها إلى المساءلة العامة، وذكرت أنها تشعر أنهم قادوا ضدها حملة قاسية ومدمرة.