غرفة نائمة…

أنظر إليها وهي تحدثني بتوهج في العينين وأصابع ترغب في قبض شيء ما، وأرى من خلال فمها المنفتح قليلا ذلك الضوء الأزرق الشاحب الذي ينتظر في غرفة بعيدة. أعرف أنها بعد العودة من الغرفة ستكون أقل وهجا، وستخبرني بأن الشرارة قد فترت.


كانت تشبك أصابعها بعنف وهي تردد، هل يموت القدح الذي طالما أيقظ الروح والجسد، وهل نحن حاملي زناد مشتعل دائم؟ فنحن نشحب ونخفت ونؤول إلى الظل، كشأن كل الكائنات التي تعبر هذا الكون. وهل تصمت نداءات الجسد قليلا لتستكين، أم أن الزمن الملتهب الذي نعيش فيه الآن قد أحال الشعلة إلى رماد؟
في حياتنا اليومية، نحن مهووسون رغم ما يحدث من تنافر بين رجل وامرأة بالقبض على الحب الكبير.  نحن ننتظر أن يحدث شيء ما يغير ما نحس به كل يوم، وهكذا كانت الإنسانية  على مدى العصور تنتظر ذلك التواشج الغريب، المؤلم، المبهج، القلق، غير المستكين، وكأنها ترغب أن تملك روح الآخر وتلمسه، وترى خدوده السرية بكل أشكالها، لكن الإنسانية كما تعرف ذلك الشيء الآسر الذي يلتهب بين رجل وامرأة، تعرف أيضا ذلك السر الذي يشتهي ويخفت، لأن الشهوة كلما تأججت عانت من فتور يظللها لبعض الوقت ثم تعود، ولأننا مسكونون بالرغبة في ذلك الزناد الدائم ينتابنا الحزن حين يخف ما بالصدر.
نحن ننتظر أن يحدث شيء ما في غرفة نائية…
هكذا كانت صديقتي ترغب. كانت تحدثني عن ضمور عضوه التناسلي وبرود انتصابه، وكانت هي في سريرها تئن بكذب وتتأوه كما لو أنها ذئبة تئن في البوادي، لكن لم يحدث من ذلك أي شيء، كما لم يحدث أي شيء في الغرف الأخرى القريبة، وكانت النساء تتساءلن، هل هو حضور الأجساد العارية المتدفقة في الأنترنيت والفضائيات والشارع هو ما جعل هذا النبض يخفت، أم أن شرارة الوهج بين رجل وامرأة تعود إلى الخلف أمام ما يحدث من زوابع الثنائية والمسافة بين رجل وامرأة؟
هل سنبحث عن قطع آلية تشتغل وتحبو تجاه الفرج قليلا لتناوشه وتهزه لكي ينطق، وهل يبحث الرجل هو أيضا عن قطع بلاستيكية تذعن في صمت لرغباته دون أن تعلن عجزه؟
أتذكر بطل إحدى قصص موباسان وهو يخفي في درجه السري خصلة شعر، حتى ينفرد بمغازلتها وعشقها ولثمها حتى الارتواء، وأعرف بأننا لسنا مشتعلين بما يحمله النبض من قوة لكي نلتقي دون أية سوابق من معاجم الخوف من الخفوت وموت الشرارة التي تكمن بداخل كل كائن فينا.
إننا غابات أمزونية نائمة، وعلينا إيقاظها بالطبيعة. ألم تقل الطبيعة ما لم تقله بطون الكتب ومصادر العشق والنكاح…فالطبيعة لطالما حاكت ذلك التجاذب بين جنسين وكأنهما شكلان يحنان و ينسجمان ويقولان ما لم تقله القوانين، فلماذا يؤول هذا الفعل النابض إلى صمت؟ وتهرب الكائنات من مضاجعها وكأنها تبحث عن الجديد والغريب والمعمد، وكأنها تحن إلى عقود غابرة كان يختبىء فيها العضو المبجل تحت العديد من الأسوار كي يلهب الخيال والأصابع ويرعش الأطراف؟
شيء ما قد تغير…والغرف هادئة في صمت، وكأننا نعود إليها مدركين بما ينتظرنا من صموت بارد، هكذا تقول صديقتي وهي تبحث عن شيء ما، وتستدير كما لو أنها تريد أن تشتعل من خارج الغرفة…
أتأمل الطبيعة. ما زالت تئن بالبراكين والزلازل والرعود، وما زالت تتكلم بلغاتها المتعددة وهي في حاجة لأن يحاكيها البشر، لأنهم يشبهونها كثيرا، بعيدا عما وضعه التاريخ وهو يلجم الأصابع من الركض بحرية عما يوجد داخل الغرف من أسرار تشتعل في كل مرة بلعنة جديدة.
أمسك بأصابع صديقتي، وأقول لها:
أصابعك ملعونة يا عزيزتي، أتركيها تروض غاباتك وتوقظها قبل أن تصل إلى غاباته…اكتشفي عزبة شهواتك قبل أن تغازلي شهواته…
فالغرف نائمة، نائمة فقط…لعن الله من هدهدها…

لطيفة لبصير

سيلين ديون تصل إلى العاصمة الفرنسية باريس، استعدادًا لمشاركتها في افتتاح أولمبياد 2024.
حققت اللاعبة الدولية المغربية فاطمة تاغناوت حلمًا طال انتظاره بانضمامها إلى نادي إشبيلية الإسباني للسيدات، لتصبح أول لاعبة مغربية ترتدي قميص النادي الأندلسي.
قالت مصادر مُطلعة على الوضع، أن بيلا حديد استعانت بمحامين ضد شركة أديداس بسبب افتقارها إلى المساءلة العامة، وذكرت أنها تشعر أنهم قادوا ضدها حملة قاسية ومدمرة.