فينيسيا ..السينما ضد التطرف الديني

يسعى مهرجان فينيسيا، هذا العام، للحفاظ على النجاح الذي حققه في النسخة الماضية، حيث اكتشاف المواهب السينمائية الجديدة وحضور الأسماء الكبرى والوصول السلس إلى ترشيحات وجوائز الأوسكار، في النسخة الحادية والسبعين من المهرجان السينمائي الأعرق في العالم، تكريم السينما الأمريكية عبر إثنين من كبارها المخرج فريدريك وايزمان، والمونتيرة الأميركية ثيلما شونماكر، ولأول مرة يقع اختيار المنظمين على موسيقار لترأس لجنة التحكيم، الفرنسي الكسندر ديسبلات.

التوازن بين الأسماء الكبرى في عالم الفن السابع واكتشاف المواهب الجديدة وتوفير انطلاقة عالمية من منصة المهرجان، هي الاسترانتيجية التي راهن عليها فريق عمل ألبرتو، باربيرا للحفاظ على قدرة المهرجان في التنافس مع المهرجانات المرموقة، خصوصا وأنه يقع من حيث فترة انعقاده بين مهرجانين هامين، كان العريق المتربع على القمة، وتورنتو الذي نجح في السنوات الأخيرة في إستقطابأفلام تحظي باهتمام السوق الأميركية.

الرجل الطائر والمجد الضائع
في السابع والعشرين من الشهر الحالي، وفي جزيرة في جزيرة ليدو في فينيسيا سيفتتح المهرجان فعالياته بفيلم “الرجل الطائر أو الفضيلة اللامتوقعة للجهل” للمخرج المكسيكي الشهير أليخاندرو جونزاليس إيناريتو، ويتناول حياة نجم سينمائي في منتصف العمر، يعاني مع مرور العمر من انحسار شهرته رغم أنه أدى في حياته الفنية دورا بعنوان “الرجل الطائر” كسب له نجومية واسعة، ويسعى إلى الحصول على دور جديد يعيد له الاعتبار والمجد و بهذا الفيلم يرفع صاحب شريط بابل» تم تصوير جزء كبير من الفيلم في المغرب”، التمثيل الأميركي في المسابقة الكبرى إلى أربعة أفلام، من 20 فيلما هي مجموع الأفلام التي سيتنافس مخرجوها على الأسد الذهبي

مجرم مسن يتذكر فتاة أحلامه
وضمن إطار السينما الأمريكية الحاضرة في فينيسيا أيضا، يشارك ديفيد جوردون جرين بفيلم “مانجل هورن “، حيث يؤدي ال باتشينو الحاصل على أوسكار أفضل ممثل في العام 1993 دور رجل مسن يعيش في بلدة صغيرة، يهتم بقطته المنزلية، ويتناول، كل يوم، الطعام في مكان مختلف، لكن هذه ليست الصورة الحقيقية لمانجل هورن، إنها قناع يرتديه رجل ذو تاريخ أسود حافل بالجرائم، فقبل أربعة عقود تخلى عن امرأة أحلامه، من أجل مهمة كبيرة، وها هو في سن متقدمة يعيد التفكير بذاك القرار الذي اتخذه بالتخلي عن فتاة أحلامه، قصة حب عن أشخاص أضاعوا في شبابهم فرصا كان لها أن تغير مسار حياتهم وتجعلها أقل مأساوية.

المشردون في أميركا

الفيلم الأميركي الثالث في المسابقة الكبرى في المهرجان  هو فيلم “تسعة وتسعون منزلا” من إخراج الإيراني المقيم في أميركا رامين بحراني، المهمشون اجتماعيا هم الشريحة التي يهتم بحراني بموضوعاتها وهمومها، على غرار فيلمه السابق “بأي ثمن” الذي شارك في المسابقة الكبرى للمهرجان في الدورة قبل الماضية، يتناول بحراني حياة رجل أميركي يعيش مع والدته وابنه البالغ من العمر تسع سنوات، في مدينة نيو أورلينز، يتم طردهم من الدار بسبب تأخير في دفع المقابل الشهري، رجل عاطل عن , العمل يطرق كل الأبواب للعودة للسكن مجددا في داره مع أمه وابنه. ,القتل المتقن، عنوان الفيلم الأميركي الآخر الذي يتنافس على الأسد الذهبي، بتوقيع المخرج، والسيناريست النيوزلندي أندرو نيكول، انطلاقا من تجربته الكبيرة في مجالي الانتاج والسيناريو”ترشيح أوسكار أفضل سيناريو ونيل جائزة بيفتا 1999 ”عروض ترومان ويتوقع النقاد أن يعود صاحب فيلم “في الوقت المحدد” لثيماته الأساسية، فضاء علمي تخيلي مع نافذة نحو المستقبل والمشاغل الدائمة للإنسان، مثل الأبدية والعدالة.

الفرنسيون يحاصرون الأسد الذهبي

حصة الأفلام الفرنسية في المسابقة الكبرى في فينيسيا، تبدو لافتة للأنظار وهي تفوق عدد الأفلام الفرنسية التي شاركت في المسابقة الرسمية للنسخة الماضية من مهرجان الفرنسيين الأول أي مهرجان كان، وقد دفع ذلك لتعليق ساخر من النقاد بأن الفرنسيين يطوقون في هذه الدورة الأسد الذهبي وفي نيتهن أن يصطحبوه معهم إلى فرنسا بعد انتهاء المهرجان فبعد أربع سنوات من تحفته الرائعة الألهة والبشر، يقدم زافيير بوفواه فيلمه الجديد ثمن الشهرة، فيما تقدم المخرجة الفرنسية اليكس ديلابورت فيلمها الجديد “أخر ضربات المطرقة” أما المخرج التركي فاتح أكين فيشارك بفيلم “القطع” من إنتاج فرنسي ألماني إيطالي وديفيد اولهوفن، بفيلم بعيدا عن الرجال. من الأفلام الفرنسية أيضا، الكوميديا السوداء لفرانجيسكو مونزي، والقلوب الثلاثة من إخراج بنفا جاكيه. ولابد أيضا،من الإشارة إلى فيلم بازوليني للمخرج الأميركي الإيطالي الأصل أبيل فيرارا، ويتمحور
الفيلم حول الأيام الأخيرة من حياة الشاعر والمخرج السينمائي الإيطالي بازوليني الذي تم قتله في ضواحي . روما في العام 1976

ليالي ساعي البريد
في المسابقة الكبرى ذاتها، فيلم “الليالي البيضاء لساعي البريد” بتوقيع المخرج الروسي الكبير أندره كونتشالفسكي وفيلم “حمامة تحط على الغصن، دليل الوجود” للويدي روي أندرسمون وجميعها هي من الأفلام القوية التي ستتنافس على الأسد الذهبي.

حكايات نسوية
فيلم “حكايات” للمخرجة الإيرانية رخشان بني اعتماد، يتنافس بدوره على الأسد الذهبي، وبالطبع سيكون إنجاز كبير للسينما الإيرانية المستقلة إذا استطاعت بني اعتماد أن تنال الأسد الذهبي الذي سبق لمواطنها المخرج الكبير جعفر بناهي أن ناله على فيلمه “الدائرة في العام 2000 “، وتعود بني اعتماد إلى السينما بعد انقطاع دام سبعة أعوام، وفي فيلمها الجديد تعود هذه المخرجة التي يجمع النقاد على أنها أفضل مخرجة في تاريخ السينما الإيرانية، إلى سبعة مناطق مختلفة من بلادها لترى مصير النساء اللواتي لعبن أدوارا رئيسية في أفلامها التي أنجزتها قبل عقود من الزمن.

السينما ضد التطرف الديني
بموازاة المسابقة الرسمية، تحضر الأسماء الكبرى خارج المسابقة، المخرج الصربي الشهير أمير كوستوريتسا، رئيس لجنة تحكيم مهرجان الفيلم الدولي في مراكش في الدورة قبل الماضية، وفي تجربة إخراجية يشارك فيها تسعة مخرجون، يقدم منظوره الخاص للإيمان الديني، ونقترب من أجواء هذا العمل السينمائي الذي يحمل عنوان”أنظر الى الأعلى” حين نتعرف إلى كاتب السيناريو والمشارك أيضا في الإخراج، المكسيكي جيلير مو ارياجا مؤلف سيناريو فيلم بابل الشهير، حيث الاهتمام بالغوص في المشاغل الإنسانية عبر شخصيات تنتمي لجغرافيات متباعدة. ويسعى المخرجون إلى تقديم رؤى سينمائية لمواجهة التطرف الديني الذي أصبح ظاهرة تهدد المجتمعات البشرية وتمسخ القيم الإنسانية، وترفع من الجرائم في مناطق مختلفة من العالم، ويسعى السينمائيون المشاركون في هذا العمل أن يوجهوا رسالة لجميع اتباع الديانات في العالم تركز على السلام ونبذ القتل واعتباره مخالفا لجميع قيم الديانات

الشبق
ومن الأفلام الهامة في هذه الدورة والتي تعرض أيضا خارج المسابقة الرسمية فيلم “نيمفومانياك” أو شبق ,للمخرج الكبيير والمثير للجدل لارس فون ترايير، ويعود ترايير إلى الثيمات الأساس في أفلامه أي “الجنس، والرعب والعنف”، ويتناول الفيلم حياة الفتاة “جو” بطولة شارلوت غانسبورغ التي تعاني من شبق جنسي شديد، وفيما وصف ببعض النقاد الفيلم بالصادم، اعتبره آخرون فيلم بورنو متوسط القيمة، ولعل الترجمة العربية للعنوان تضاعف من الالتباس في المواقف، خصوصا وأن جو تقول في مشهد في نهايات الفيلم، بوضوح وصراحة وبحضور الأطباء أنها لا تعاني من الشبق الجنسي وأنها فخورة بالحالة التي تعيشها ، وعلى هذا الأساس فان العنوان الأنسب هو الابقاء على التسمية الأصلية للفيلم.

سيلين ديون تصل إلى العاصمة الفرنسية باريس، استعدادًا لمشاركتها في افتتاح أولمبياد 2024.
حققت اللاعبة الدولية المغربية فاطمة تاغناوت حلمًا طال انتظاره بانضمامها إلى نادي إشبيلية الإسباني للسيدات، لتصبح أول لاعبة مغربية ترتدي قميص النادي الأندلسي.
قالت مصادر مُطلعة على الوضع، أن بيلا حديد استعانت بمحامين ضد شركة أديداس بسبب افتقارها إلى المساءلة العامة، وذكرت أنها تشعر أنهم قادوا ضدها حملة قاسية ومدمرة.