كل شيء عن ثدي المرأة

رغم أن الثدي هو أبرز عضو  في تضاريس جسد المرأة، لكنه  أيضا هو الأكثر غموضا وسرية. هذا البروز الذي يظهر خلف لباس الجسد الأنثوي، نجده عبر مراحل تاريخ الإنسانية ممجدا، موضوعا للإيروتيكا في الفن والأدب،… كما نجده مسيسا، ثم هدفا تجاريا في الحقل الصناعي وفي حقل الجراحة التجميلية. الثدي هو كذلك مصدر للحياة عبر الرضاعة، وهو أيضا مصدر للأمر التاريخي.

محنة الإسم

مرادفات كثيرة تصنف الثدي حسب الحجم والفئة العمرية والشكل المرجعي لا يغيب هذا التصنيف حتى عن لغة موليير، فاللغة الفرنسية أحصت ما يزيد عن مائتي إسم مرادف للثدي، أما في اللغة اليومية فتكشف الاستعمالات نوع العلاقة مع الثدي كعضو عصي يصعب اختراقه، حتى أنه قد يتحول لمادة للحلفان أو القسم، لماذا يمتلك الثدي كل هته الاحالات اللسانية، لن يكون الجواب ذي صيغة واحدة بل يمكن البحث عنه بأدوات علم النفس أو علم الاجتماع أو غيرها، أن التفكير في الثدي يحكمه تعدد الخطاب. كما أن النظرة إلى الجسد الأنثوي يتداخل فيها المقدس بالمدنس الحلال بالحرام التجربة الفردية والسلطة الاجتماعية، وفي النهاية مساءلة هذا الثدي من مرجعيات يعطي ثديا بدلالات متعددة له تمثلاثه ورموزه وتخييلاته المتنوعة، بتنوع الفضاء الزمني والمكاني، ولذلك فالثدي بهذا المعني ثدي ثقافي رمزي. في إفريقيا ليس عيبا أن تتحرك النساء بصدر مكشوف تقريبا دون أن يثير الأمر أيا من الأسئلة التي قد يثيرها لدينا، الثقافة التي تحرك المجتمع هي ما يجعل نظرتنا للجسد وللثدي تحديدا ذات بعد وحيد يرى من خلاله أنه يعكس المرغوب والمحظور.

الثدي مادة للتسويق
يمكن أن نبيع أي شئ بالثدي، هكذا تقر صناعة الإشهار التي استعملت الثدي منذ عقود في مجال التجارة والصناعة. إن الاعتماد على الجسد الأنثوي يكاد يكون قاسما مشتركا بين معظم الإعلانات التي تنجز لترويج مختلف المنتوجات منذ عقود كان الثدي في عمق صناعة الرأسمال منذ اكتشاف حمالات الصدر والكورسيه بأوربا مرورا بحقل المواد التجميلية والكوسمتيك والأزياء وصولا لصناعة الجراحة التجميلية وأصل الثدي وجوده كحامل تجاري مع عدة مبادرات كمسابقات أجمل صدر أو غيرها. في هذا الجانب النساء بائعات وأيضا، مستهلكات فحمالات الصدر والعطور ومستحضرات التجميل أو التنحيف أو الترميم، الأزياء أو التدخل الجراحي التجميلي، تجد زبناءها لدى النساء ولازال السينمائيون ومخرجو الوصلات الإشهارية يعتمدون على الجسد الأنثوي لبيع كل شيء.

الثدي موضوعا للإيروتيكا أو التغذية
أثار الثدي منذ القدم اهتمام الإنسان، فكان  موضوعا لاستيهاماته ومصدر دهشته. وبوصفه منبعا أولا للوجود فقد ظل يغذى الكائن البشري إلى أن اكتشف هذا الأخير تعقيم الحليب وتصنيعه ليصبح قابلا للاستهلاك. فالثدي إذن هو ما يجعل المرأة “كائن ثديي”. الثدي يمنح الحياة إنه كذلك صدر المحنة الذي يحيل على الأمومة أول وظائفه.
أول علاقة تجمع بين الأم والطفل تتم عبر الثدي، والكلام لسكينة، أم لثلاث أبناء، لذلك فعلاقة الأم بأبنائها هي ذات طبيعة خاصة وبإمكان الرضاعة خلق حنان وكيمياء إيجابية بين المرأة والرضيع تشير سكينة لأن النساء قبل سنوات كن يرضعن بشكل أوماتيكي لسنتين، بينما تراجع عدد النساء المرضعات اليوم بسبب الخوف من تغير شكل الثدي. فالأمهات لم يعدن يمنحن الاهتمام للرضاعة الطبيعية لمدة سنتين على الرغم من أن الطب يؤكد على أهميتها بهدف المحافظة على شكل الثدي كما تصوره المجلات ويسوقه الإعلام معتبرة أن صورة الأم تراجعت لصالح صورة المرأة التي يجب أن تعيش حياتها الجنسية وتكون علاقتها بجسدها مبنية على المتعة والرغبة.

الثدي والمرض
تصاب واحدة من تسع نساء عالميا بسرطان الثدي، أسباب كثيرة تشكل عوامل للمرض، سواء جينية أو هرمونية أو بسبب نمط العيش، لكن ما يهمنا هنا هو تأثير المرض على نظرة المريضة لنفسها ثم نظرة الآخرين لها إن تأثير المرض سيترك ندوبه على الثدي على شكله أن السرطان هنا لا يهدد الصحة، فقط، بل يهدد الجمال والأنوثة وجزءا من الجسد والمعالجة قد تقتضي استئصال المكان المصاب أو استئصال الثدي كله. المرأة التي تصاب بسرطان الثدي تهتز صورة جسدها أمام نفسها، فقد تكون غير قادرة على لمس جسدها أو ارتداء ملابس معينة أو التعري بسبب الخوف من ردة فعل الشريك.
إن لسرطان الثدي تأثير سلبي مهما كان الوسط السوسيوثقافي الذي تنتمي اليه المرأة المريضة. إن التدخل الجراجي رغم ضروريته له تأثير سلبي، إنه بمثابة فقد للأنوثة، إرباك للعائلة، للحياة الجنسية، لأن المريضة لا يكون بإمكانها ارتداء كل الملابس أو الذهاب للحمام بحرية أو خلاف ذلك. إن تجربة مريضات سرطان الثدي مؤثرة، لذلك، حتى بعد العلاج لن تصبح المريضة هي نفسها، شخصا آخر، فقدان الثدي يعتبر صدمة قوية للمرأة فالتشوه الناتج عن الجراحة له أثر كبير على الصورة الذاتية للمصابات اللواتي يواجهن صعوبات عقب استئصال الثدي ترتبط بالقلق بشأن صورة جسدهن والإحساس بالفشل  في القابلية والعلاقات الجنسية ووجود ارتباك في إدراك وتقييم فكرتهن عن الجسد فيما يخص الشكل الحجم التركيب ومدى ملاءمتها لمعيار المجتمع.

ثدي سياسي أو أداة للمعارضة
شكل الثدي مادة للفن وخلدت أعمال النحت والرسم الجسد بأول تضاريسه البارزة لكن لا أحد كان بإمكانه توقع أن الصدر الأنثوي بإمكانه أن يؤدي وظيفة أخرى هي الاحتجاج والمعارضة. من أوكرانيا تحديدا بدأت حركة الاحتجاج بالصدور العارية بعد أن أسس مجموعة من المراهقات تجمعا تحت مسمى “فيمن” واختارت ناشطات حركة “فيمن”، التظاهر بصدور عارية ضد الدعارة والفساد السياسي والهشاشة، مما أحدث موجة اعتبرت ب”الفريدة” في العالم بأسره. وأكدت ناشطات “فيمن” على مطالبتهن بالحرية، وأنهن سلاحهن هو نصفي التفاحة. وصفت هذه الظاهرة في الأوساط الاجتماعية والعالمية، بـ”الثدي السياسي”، أو الغير المنضبط في علاقته مع فضائه الاجتماعي السياسي والاقتصادي نظرا لسيل ردود الأفعال التي أعقبت ظهور الحركة وصور الصدور العارية على صفحات الجرائد وشاشات التلفزيونات. ويشكل هذا النوع من الاحتجاج بالنسبة للرافضين، “موضة” تسير عليها مجموعة من نساء العالم، وقد انتقلت الحركة إلى العالم العربي مع تأسيس صفحات خاصة بها وظهور محتجات عاريات في بعض دول العالم العربي كمصر تونس والمغرب.
إن التضييق الذي تعرضت له ناشطات “فيمن” عبر العالم وتحديدا في العالم العربي يؤكد فكرة أن الثدي، مرتبط بالأطر الاجتماعية، فمراقبة الثدي والعمل على تنظيمه وتنميطه من خلال سلطة المقدس يعني أنه مجال لإنتاج النظام والانتظام وممارسة السلطة ومراقبتها.

 

سيلين ديون تصل إلى العاصمة الفرنسية باريس، استعدادًا لمشاركتها في افتتاح أولمبياد 2024.
حققت اللاعبة الدولية المغربية فاطمة تاغناوت حلمًا طال انتظاره بانضمامها إلى نادي إشبيلية الإسباني للسيدات، لتصبح أول لاعبة مغربية ترتدي قميص النادي الأندلسي.
قالت مصادر مُطلعة على الوضع، أن بيلا حديد استعانت بمحامين ضد شركة أديداس بسبب افتقارها إلى المساءلة العامة، وذكرت أنها تشعر أنهم قادوا ضدها حملة قاسية ومدمرة.