محرقة طانطان …هل الأطفال الضحايا هم السبب ؟  

نساء خاص

حرب الطرقات التي لا تنتهي تحصد هذه المرة أرواح رياضيين أغلبهم أطفال بلغت حصيلتهم أكثر من 34 قتيلا، و قد وقعت الواقعة على بعد 52 كلم عن طانطان و بالضبط على وادي ‘شبيكة’ بعد عودة اللاعبين الأطفال الذين شاركوا في دوري رياضي ببوزنيقة آملين تحقيق مزيد من النجاحات في مشوارهم قبل أن تلتهم النار أجسادهم الطرية و تلتهم معها أحلامهم و أحلام آبائهم و انتظاراتهم.

على الساعة السادسة و النصف اصطدمت الحافلة بشاحنة ضخمة فاندلع حريق لم يغادر منهم إلا من كتب له عمر جديد. لقطة هوليودية صعب معها استيعاب كل ما حدث و ما يحدث ، أجساد تمكنت منها النيران و أخرى تفحمت و قليلة هي تلك التي نجت من الموت ولم تنجو من جراح بليغة على جسدهم و صورا مرعبة في ذاكرتهم لمأساة المحرقة .

ولولت الأمهات و سالت عيون الآباء بعد خبر احتراق أجساد أبنائهم ، الحدث الذي احترقت معه أكبادهم و هم في ذلك بين متقبل على مضض و راض بالقدر و راغب في الكشف عن الأسباب الحقيقية وراء الحدث و هي رغبة الكثيرين خصوصا و أن الحدث آثار استفهامات كبيرة و عديدة : كيف شب الحريق بسرعة لم تدع مجالا لأحد بالهروب إلا القليل خصوصا و أن الطفل الناجي  أدلى في شهادته بأن المنسق فتح الباب و أمره بالخروج و الابتعاد !! كيف لم يهرب الآخرون إلا و هم يتطايرون جثثا فحمة ؟ ما كانت تحمل الشاحنة ؟ هل السرعة هي السبب ؟ أم حالة الطريق ؟ أم هو طيش السائق أم نومه ؟؟

لا شيئ من هذا له دخل في الحادثة سواء عن قرب أم عن بعد خصوصا بعدما سارعت وزارة الداخلية إلى نفي أن تكون الشاحنة صهريجية تهرب الوقود، وأيضا بعد التحقيق التقني الذي أكد أن الحالة التقنية للشاحنة جيدة و أنها حديثة في العمل تشتغل بالكازوال الذي يعد مادة غير قابلة للاشتعال بسرعة ، من جهته أكد وزير النقل أن لا الطريق و لا المقطع هما السبب لأن الطريق كانت في حالة جيدة و ليست المسؤولة عن وقوع الحادث و أن هذه الطريق لم تشهد سوى حادثة  سير واحدة خلال هذه السنوات ، فالطريق أبعد من أن تتهم بالتسبب في الحادثة لأنه ستتهم معها كل انجازاته .

بعد أن رفع مالك الشاحنة شكوى ضد متهميه بتهريب البنزين و أكد براءته من ذلك . و لأن عدم احترام السائق للسرعة القانونية المحددة في 80 كلم في الساعة و تجاوزها إلى 100 كلم في الساعة ليس سببا كافيا لاستعمال حريق بتلك القوة و السرعة، فمن السبب وراء الحادثة ؟

يصحب التحقيق في واقعة طانطان التي أودت بحياة أطفال قد يصبحون أبطالا يمثلون وطنهم في يوم من الأيام، وطن سكت عن موتهم و عتم عملية التحقيق فيه ، و افترى مواضيع  تافهة كخرافة الشيخ الصمدي و قصة حب الوزيرين وسرير الوزير لتغطي عن قضيتهم التي هي قضية كل طفل ، كل رياضي ، كل بطل مستقبل ، كل براءة و قضية كل الآباء و الأمهات و كل مواطن ينبض قلبه و ضميره.

لأن نتائج التحقيق قد تطول و قد تخرج بأسباب واهية كاعتبار نوم السائق المتوفى سببا في الحادثة, وقد تنسى كما نسيت غيرها  من الأحداث التي تبدأ كبيرة مفجعة و تنتهي باستفهامات لا أجوبة لها ، كان لابد من التسريع بنتائج ترضي جميع الأطراف ولا تضر إلا المتضرر نفسه خصوصا بعدما برأ كل المشاركون في المحرقة أنفسهم ؛ إنهم الأطفال، كان بعضهم يدخن و اخرون يقومون بألعاب سحرية للاستئناس وسط طريق قاحلة يشوبها الصمت فأثاروا انتباه أصدقائهم إليهم برش قطرات البنزين على الكراسي و الزجاج ، و أشعلوا الولاعة فاندلع الحريق ، السائق كان مركزا في سياقته منتبها إلى الطريق المعبدة الجيدة ، الأطفال هم من قفزوا و انحرفوا بحافلتهم إلى الشاحنة ليصطدموا بها، وكانت هذه الأخيرة حريصة على تجنبهم ، هم عشاق المغامرة لقد استخفوا بالحريق و ظلوا متفرجين إلى أن احترقوا مستمتعين بألعابهم السحرية ، و اخرون فضلوا أن يجربوا القفز من النوافذ ، إما بأجسادهم كاملة أو فقط ببعض أعضائهم في حين اكتفى صغارهم بمشاهدة الألعاب النارية التي شاركوا فيها بلحمهم و عظامهم ولم يقفزوا ، لكن أرواحهم قفزت إلى الأعالي ، اطمئنوا فأنتم لستم السبب، هم السبب.

سيلين ديون تصل إلى العاصمة الفرنسية باريس، استعدادًا لمشاركتها في افتتاح أولمبياد 2024.
حققت اللاعبة الدولية المغربية فاطمة تاغناوت حلمًا طال انتظاره بانضمامها إلى نادي إشبيلية الإسباني للسيدات، لتصبح أول لاعبة مغربية ترتدي قميص النادي الأندلسي.
قالت مصادر مُطلعة على الوضع، أن بيلا حديد استعانت بمحامين ضد شركة أديداس بسبب افتقارها إلى المساءلة العامة، وذكرت أنها تشعر أنهم قادوا ضدها حملة قاسية ومدمرة.