هل يصمد الحب بعد الزواج ؟

الحب قيمة إنسانية نبيلة، لا أحد ينكر حاجته لها، كل شخص يسعى إلى أن يحب ويحب، ويسعى إلى أن يتوج الحب بعلاقة زوجية ناجحة. لكن ماذا يحدث بعد الزواج، هل تستمر جذوة الحب مشتعلة وهاجة ؟ أم تذبل وتنطفئ في أولى منعطفات الحياة الزوجية ؟ وما هو السر في استمرارها وفي تحديها لإ كراهات الزمن ؟ وما هي أسباب ذبولها ؟

الحب يمكن أن يدوم ويصمد
نعم الحب يمكن أن يدوم ويكون قويا بين الزوجين، هكذا أجابني محمد أستاذ جامعي متقاعد، وواصل : «الحب هو إنفعال جد قوي وإحساس عاطفي جميل يجعلنا ننجدب إلى الجنس الآخر، ونحس بالرغبة في البقاء معه أطول مدة ممكنة والإرتباط به. وفي نظري، الرغبة في الارتباط تعززها مزايا المحبوب الخلقية والإنسانية التي تجعلنا نرتاح له ونحس معه بالأمان. لكن الحب ليس قلادة نحملها في عنقنا أو مزهرية أو صورة نضعها في بيتنا عندما نتزوج، بل هو إلتزام اتجاه الشريك وممارسة يومية متواصلة، بالمعاملة الحسنة للشريك وباحترامه، وبالتواصل المستمر والإيجابي معه، وهو مرادف لفن العيش يحتاج للرعاية اليومية. هكذا هو تعريفي للحب ولشرط استمراره بين الزوجين.

استمرار الحب رهين بإجتياز كل مراحله
من المؤكد أن شهادة محمد ليست هي الوحيدة التي تقر بأن الحب بين الزوجين يمكن أن يدوم ما مادامت العلاقة الزوجية قائمة، بل هناك تجارب وقصص أخرى تقر بذلك، تختلف في تفاصيلها باختلاف الأزواج وباختلاف تصورهم للحب ولشروط الحفاظ عليه. لكن برأى الأخصائيين، مهما اختلفت التجارب، فهناك قواسم مشتركة بين كل الزيجات تفسر استمرار الحب بين الزوجين وعدم انطفاء شعلته. وفي هذا الصدد يوضح أخصائيو في العلاج النفسي، أن الزواج يمر من عدة مراحل، والمثالي هو أن يحدث الانتقال من مرحلة لأخرى بنفس الوتيرة لدى الزوجين وفي الوقت المناسب . هذه المراحل هي :
– المرحلة الأولى، وتسمى بمرحلة الانصهار ، أو مرحلة ١+١=١ وتبدأ هذه المرحلة بالحب والهيام والحلم بأمور مثالية.
– المرحلة الثانية، وتسمى التفاضل، حيث يأخذ كل طرف مكانته في العلاقة الزوجية، ويزمز للعلاقة بالتالي ب ١+١=٢
– المرحلة الثالثة، وتتمثل في أخذ كل طرف لحريته، في نطاق الحب والثقة، كما يأخذ كل واحد مسافة بالنسبة للآخر تمكنه من استرجاع الأنا الداخلي.
– المرحلة الرابعة، وهي مرحلة التقارب، ويظهر فيها ما ينتظره كل طرف من علاقته بالآخر .
– المرحلة الخامسة، ويحصل فيها الاتفاق حيث يمشي الزوجان في اتجاه واحد.
– المرحلة السادسة، وهي مرحلة التآزر ، وهي المرحلة التي تصبح فيها العلاقة أكثر قوة ومتانة، ونرمز لها ب ١+١=١٠ وحينها تتحقق العودة للمرحلة الأولى أي مرحلة الانصهار.
ويعتبر الأخصائيون أن المرحلة الثالثة والرابعة مرحلتين دقيقتين في حياة الزوجين، لأنهما عادة ما تكونان مطبوعتان بالصراع على السلطة داخل العلاقة، وإذا لم يتفقا على قواعد اقتسامها فإن العلاقة ستتأثر، وقد تنتهي بالطلاق في الحالات القصوى.
حين يجتاز الزوجان كل هذه المراحل بشكل متوازن، يمكن أن يضمنا دوام رابطة الحب واستمرار المشاعر الجميلة لسنوات طوال. مع ضرورة الانتباه إلى أن انطلاقة العلاقة الزوجية على أسس سليمة تبقى رهينة بالجواب على سؤالين مهمين يجب أن يطرحهما كل طرف في العلاقة الزوجية، وهما : ماذا أنتظر من الشريك ؟ وماذا ينتظر شريكي مني؟ والجواب على هذين السؤالين يكمن أساسا في الإيمان بالاختلاف بين الطرفين، والاتفاق عاى قواعد تدبيره، وكذلك احترام هامش حرية كل طرف وخاصياته وانتظاراته، وتحديد الخطوات الحمراء التي لا يجب تجاوزها من قبل طرفي العلاقة مع الحرص على التواصل الجيد والايجابي، وبذلك يمكن ضمان استمرار العلاقة الزوجية على أسس صلبة ومتينة تجعل الحب يتقوى ويتجدد.

مات الحب، لكن الحياة الزوجية مستمرة
هل جذوة الحب تبقى متقعدة بعد الزواج ، أم أنها تخبو وتذبل ؟ أجابت نادية، موظفة، ومتزوجة منذ عشر سنوات، بشكل قاطع وبنبرة تكشف عن معاناة وحزن كبيرين : الحب وهم نعيشه في بداية العلاقة التي تكون مليئة بالكلام المعسول والأحلام الوردية والوعود الجميلة. لكن عندما نضرب الأبيض في الأسود، ونتقدم في العلاقة الزوجية، تسقط الأقنعة ونجد أنفسنا أمام حقيقية صادمة، وهي أن الحب المزعوم يتحول إلى كابوس يقض مضجعنا.
فيو حالات عديدة تنطفئ شموع الحب بين الزوجين، ومع ذلك لا يقويان على وضع حد لعلاقتهما، ويختاران التعايش والاستمرار، وهو خيار غالبا ما تمليه ظروف وإكراهات مختلفة، غالبا ما تكون على حساب سعادة الفرد وحقه في حياة زوجية مبنية على الحب والمودة والاحترام والتوازن العاطفي. هذه الوضعية تسمى ب «التعايش السلبي» ذلك أن الزوجين يجدان مبررات للاستمرار في العلاقة، رغم عدم وجود روابط عاطفية. وغالبا ما تكون هذه المبررات مرتبطة بوجود أبناء، أو تكون لها علاقة بالخوف من نظرة المجتمع ومن موقفه من الطلاق. وفي بعض الأحيان تكون أسباب مثل هذا التعايش تتمثل في السقوط في التبعية العاطفية، والتي لا علاقة لها بالحب، وتنتج عن فراغ عاطفي لدى أحد الطرفين، فيتوهم أنه لا زال يحب شريكه.
عموما كل هذه الأسباب والمبررات التي يبني عليها الزوجان خيار إبقاء العلاقة الزوجية لا تخلو من معاناة نفسية وعاطفية وتترتب عنها مشاكل مختلفة كالعنف اللفظي والجسدي والخيانة الزوجية والتملص من بعض المسؤوليات.

سيلين ديون تصل إلى العاصمة الفرنسية باريس، استعدادًا لمشاركتها في افتتاح أولمبياد 2024.
حققت اللاعبة الدولية المغربية فاطمة تاغناوت حلمًا طال انتظاره بانضمامها إلى نادي إشبيلية الإسباني للسيدات، لتصبح أول لاعبة مغربية ترتدي قميص النادي الأندلسي.
قالت مصادر مُطلعة على الوضع، أن بيلا حديد استعانت بمحامين ضد شركة أديداس بسبب افتقارها إلى المساءلة العامة، وذكرت أنها تشعر أنهم قادوا ضدها حملة قاسية ومدمرة.