بعد سفر زوجي للعمل في بلد عربي، أصبح يرد أحيانا على اتصالاتي ويكون دائما متعجلا نافذ الصبر بارد العواطف. ولا أدري ما يحدث له، وحاله لا تعجبني وأشعر بأن الأمور تنفلت من يدي. أصبح ذهني مشتتا وأزداد اكتئابا ويأسا يوما بعد يوم. ساعدني؟
من الواضح أن عوامل مثل بعد المسافة والغياب تحدث بعض التأثير على نفسيتك، ولا سيما إذا كانت علاقتكما الزوجية لم تنضج بما فيه الكفاية لترسيخ الثقة والاطمئنان بينكما. ولعل حالة كل منكما تفيد نوعا ما بذلك، حيث شكوكك تجاهه قائمة ويأسك باد وفق تعبيرك، و ثمة قلة اتصال وتفاعل من طرفه. وبالتالي، لا تستبعدي احتمال حصول هذا السلوك الذي يصدر عن زوجك بفعل ضغوط تكاليف استعمال الهاتف، ومثله يبقى واردا في كثير من الحالات، كما قد يكون ناجما عن عوامل أخرى ترتبط بظروف حياته في تلك البيئة. ليس أمامك من خيار سوى ضبط النفس والتحلي بالصبر في التعاطي مع هذا التباعد الذي بينكما أنت وزوجك، ولا تيأسي من الإلحاح في التواصل معه، ولما لا استخدام كل وسائل الاتصال المتاحة اليوم. ثم والحالة فيما آلت إليه، اقترحي عليه القيام بزيارته وقضاء بعض الوقت معه بفعل نفاذ صبرك في الفراق، وأيضا لاستبعاد كل ما من شأنه الزيادة في التأثير على نفسيتكما. وسوف يكون ذلك بمثابة محطة لاستعادة الاطمئنان وتقوية عامل الثقة، ليس فقط في بعضكما بل أيضا في ذاتك، وجعل الرابطة بينكما تنتعش. فحاولي معه تفادي اختزال علاقتكما في الجوانب المادية ما قد ترونه مناسبا لتخطي صعوبات المرحلة التي تجتازها حياتكما الزوجية، ولا تؤجلا الحلول أو الخطوات التي بإمكانها استبعاد كل ما يتهدد حميميتكما. إن المسألة تعنيكما الإثنين، فبادري إلى محادثته في موضوع همومك ومايؤرق مضجعك في أمره وحاله.