الصيف فصل العطل بامتياز وفصل المتاعب الصحية بدون شك، إذا لم تتخذ كل الاحتياطات اللازمة ضد حرارة الشمس. وتبقى حوادث التسمم الغذائي من أبرز المشاكل التي تنتشر بين الناس في هذا الفصل عن غيره من الفصول، خاصة لتزايد نشاط الميكروبات والباكتيريا.
معنى التسمم الغذائي :
هو أنواع، لكن المقصود هنا هو التسمم الناتج عن الباكتيريا وعن الميكروبات التي تصل إلى الجسم نتيجة تناول طعام أو شراب غير سليم صحيا، وتعتبر الميكروبات السبب المهم والأكثر شيوعا لحالات التسمم الغذائي، وتشمل الفيروسات والبكتيريا والفطريات والطفيليات والديدان، وتتوزع في تواجدها إما في الطعام، أو المصبرات، أو في القشرة الخارجية للخضر والفواكه وكذا اللحوم، وكلها تساهم في التلوث الميكروبي للأطعمة.
أسبابه :
هناك عدة عوامل وراء الإصابة بالتسمم الغذائي من بينها الإهمال، وعدم الاهتمام بالنظافة، وعدم الاهتمام بالنظافة الشخصية، وذلك بتناول الطعام بدون غسل اليدين، وبالنظافة العامة للمطبخ، والأواني المستخدمة في تحضير وتقطيع الأطعمة، حيث يتم الطهي في أواني متعفنة أو لم يتم غسلها مسبقا. هذا من جهة، أما من جهة أخرى فهناك مجموعة من الأسباب منها التبريد، أو التحفيظ غير الجيد مما ينتج عنه تكاثر البكتيريا، واحتفاظ الأطعمة بها بشكل يجعلها تقاوم الحرارة، ولا تندثر معها أثناء الطهي، إضافة إلى بعض العادات السيئة كترك الطعام بدون غطاء في الهواء لفترة طويلة، وأكل الخضروات والفواكه الطازجة بدون غسلها جيدا، والتذويب أو التسييح الخاطئ للحوم والدواجن المجمدة قبل عملية الطهي، زد على ذلك انتهاء مدة صلاحية المواد المصيرة، وهي أكثر درجات التسمم الغذائي خطرا إذ تؤدي في بعض الأحيان إلى الموت.
أعراضه :
تختلف الأعراض وذلك حسب الحالة الصحية للشخص، وتبعا للسبب وراء تلوث الطعام إذ نلاحظ في بعض الحالات مجموعة من الناس تناولت نفس الطعام غير أن البعض منهم أصيب بالتسمم في حين أن البعض الآخر غير مصاب، والسبب وراء هذه الحالات هو وجود مناعة ذاتية للميكروبات عند طرف وعدم وجودها عند الطرف الآخر، لذا يكون التأثر بشكل أكبر في بعض الحالات فليس الكل متساو أمام أعراض التسمم. تظهر أعراض التسمم خلال 12 ساعة و24 ساعة بعد تناول الطعام على شكل ارتفاع في درجة حرارة المصاب، والقيء والاسهال والدوخة وصداع في رأس وآلام شديدة في البطن.
بمجرد ظهور علامة من هذه العلامات يجب الإسراع بالذهاب إلى المستعجلات أو استدعاء الطبيب، وعدم التهور باللجوء إلى أخذ بعض الأدوية على أساس خفض درجة حرارة المصاب لأن الميكروب يتضاعف، ويكتسح الذات اكتساحا كبيرا بشكل قد ينتج عنه دخول المصاب في غيبوبة، وقد تستدعي بعض حالات التسمم الغذائي وضع المريض تحت العناية المركزة. لذا لا يجب التهور على أساس أنها حالة عارضة. فقد يؤدي التسمم الغذائي إلى الموت المحقق، لذا يجب أولا إسعاف المصاب بأخذه لأقرب مستشفى، أو مستوصف صحي مع الإبلاغ الفوري عن الحادث سواء تم تناول الطعام في المنزل أو في مطعم.
الوقاية :
غسل اليدين جيدا بالماء والصابون قبل تناول أي طعام أو بعد الفراغ من إعداد أي وجبة غذائية، بالإضافة إلى غسل الأواني والحرص على تنظيف الأطباق قبل وضع الأطعمة فيها، وغسلها بعد الاستخدام. ونفس الأمر يجب أن يطبق على الأدوات المستعملة في الطهي بما فيها السكاكين والملاعق، وأسطح تقطيع اللحوم والخضار. كما يجب أكل الخضر أو الفواكه الطازجة بعد غسلها جيدا، والاحتياط من اللحوم القديمة وغير السليمة وطرق تبريدها وبإعطاء عناية خاصة للحوم بأنواعها والأسماك أثناء نقلها وإعدادها أو حفظها. كما يجب التعامل بشكل جيد مع الأطعمة السريعة التلف كمنتجات الألبان والبيض مع أخذ الاحتياط في طرق التجميد، فهناك بعض الأطعمة التي تتطلب أن تطبخ نصف طبخة وبعدها تدخل المجمد، في حين أن هناك بعض الخضر التي تتطلب الطبخ مباشرة عند خروجها من المجمد. كما ينصح بطهي الأطعمة بحرارة كافية للقضاء على الميكروبات التي قد لوثت بها، وعدم ترك الأطعمة مكشوفة أو معرضة للحشرات أو للجو الحار لفترات طويلة. والأهم في كل هذا هو تجنب الأكل في المطاعم أو الأماكن غير المعروفة، وغير النظيفة مع الحذر في تناول المأكولات خارج المنزل خصوصا المعرضة أكثر من غيرها للثلوت كالمثلجات والخضروات والفواكه التي تؤكل نيئة، وكذلك المأكولات المعرضة مباشرة للدخان أو الغبار ولحرارة الشمس المرتفعة، كما يجب الانتباه إلى تاريخ إنتاج صلاحية المواد المصبرة.
ملاحظة، اللجوء إلى استعمال بعض الوسائل الخاطئة قد يزيد من المشكل، لأن الأمر لا يتعلق بعملية القيء لإخراج الأكل من المعدة، وكما هو الحال عند أخذ بعض الأدوية خطأ أو عمدا لكن في حالات التسمم الغذائي يجب عدم التهور لخطورة الوضع.