سؤال : حياتي الجنسية ليست على ما يرام، إذ أن زوجتي لا تعطيني كل ما أريده خلال الأوقات الحميمية ولا ترضيني لرغبتي وحاجتي للجماع، فأصبحت مدمنا على مشاهدة أفلام جنسية، كوني أجد فيها بعض من غايتي، لدرجة أنها أصبحت تبعدني عن زوجتي، فهل هذا الوضع عادي أم أنه شاذ؟
الجواب : د.عبد الكريم بلحاج دكتور وأستاد في علم النفس
حينما تقول بأن حياتك الجنسية ليست على ما يرام، فأنت تهتم فقط بمصلحتك من دون مراعاة لمصلحة زوجتك التي هي شريكتك، وتتقاسم معك الحياة، بحيث يبدو أنك تنزع إلى إقصائها من المعادلة، مع أنها لها نفس ما لديك من نزوة وحاجة جنسية، ترغب في إرضائها. فالظاهر أن أنانيتك جعلتك لا تفكر إلا فيما يرضيك، أو من شأنه أن يحقق لك ذلك، حتى أنك تُحمل مسؤولية معاناتك من عدم الإشباع الجنسي لزوجتك، مع تبرير سعيك في التعويض عنها عبر مشاهدة الأفلام الخليعة والإباحية، مفضلا الغوص في مواقف خيالية وافتراضية، وهمك الوحيد هو البحث عن اللذة. والمثير، أنك تنهج أسلوب فرار بذهنك وشهوانيتك، للتعويض نحو عاهرات مع ما يحيل عليه من استعداد وقابلية على الخيانة، ومن ثم يصير مبدأ الحرمة لديك عرضة للتمريغ. فلما كان الجماع يعني المعاشرة الجنسية، التي يُفترض أن تتفاعلان فيها روحا وجسدا، يبدو بحسب منطقك كما لو أنه يهمك فقط لوحدك، حتى تُحقق من خلاله مبتغاك، فيما تعتبره إشباعا جنسيا، و تحصره في النشاط البيولوجي ليس إلا. وما زوجتك سوى مصدر ترضية كجسد متحرك، نافيا لها حيويته ومستبعدا لدور أو فعل العامل النفسي والانفعالي لديكما في الجماع. ألم تضع في حسبانك أن تكون زوجتك افتقدت الحصول في المعاشرة الجنسية على المتعة والإشباع، مما جعلها تنفر من الجماع معك. فانتبه إلى نفسك من أن الوضع الذي انخرطت فيه، بقدر ما هو منحرف يبقى مرشحا للشذوذ، ومن شأن التمادي فيه أن يُعقد من حالتك. لذا عليك أن تتعقل وأن تراجع نفسك فيما أنت فاعل، وبادر إلى دعوة زوجتك نحو خيار تغيير ومصالحة. فما المانع من التباحث معها فيما هو مُحدث لاختلال في حياتكما الزوجية، ولاسيما الحميمية فيها، مع العمل على تجاوز اختزالها في الفعل الجنسي، من خلال التوافق على قواسم مشتركة تحقق لكما متعة وسعادة، والاستجابة المتبادلة لانتظاراتكما من العلاقة الزوجية.