العراق نرمين المفتي : الوضع العراقي موجع ولا يسمح بتنبؤ القادم

هي كاتبة ومترجمة وإعلامية وصحفية عراقية. تعمل حاليا مديرة الفضائية العراقية التركمانية، القناة الخامسة لشبكة الإعلام العراقي. وهي رئيسة تحرير جريدة, القلعة الأسبوعية. وكاتبة في جريدة الأهرام ويكلي. ورئيسة قسم التحقيقات في جريدة الجمهورية.14-25-51

ما هو تقييمك لتطور الأحداث في بلدك؟
الأوضاع في بلدي موجعة، بكل معنى كلمة وجع. وكما نعرف أن للألم مضادات، تأخذ حبة قاتلة للألم، مثلا وترتاح، لكن ليس هناك أي حل للوجع، خاصة إن كان هذا الوجع يضرب الروح التي لا تقبل أن تغادر الوطن، أو كما سميته أنت ( بلد).. المحاصصة التي أتى بها المحتل الأمريكي وهلهل لها الباحثون عن المصالح الفئوية والكتلوية والحزبية والشخصية الخاصة، كانت واحدة من أكثر خطوات نظرية الفوضى الخلاقة خبثا.. وما نمر به من وجع الآن، إنما هو نتيجة حزينة للمحاصصة. فقد وصل إلى المناصب أو إلى مجلس النواب شخصيات لا علاقة لها بأي شيء وغير كفوءة.. المحاصصة جعلت الانتماء الإثني أو الديني أو المذهبي يأتي قبل الانتماء العراقي، وبالتالي أصبح استمرار الوضع الذي يمر به العراق ممكنا ودائما نحو الأسوأ. ولكن في المقابل، إذا كنت في وضع تقييم للوضع العراقي، لابد من الإشارة وبفخر وتقدير إلى شباب وشابات يعملون ليل نهار لأجل تحسين الوضع الإنساني في بلدي. إن الظروف التي مر بها العراق خلال العقود الماضية، من حروب وحصار واحتلال وعنف، تمكن من قلب ميزان القيم العراقية. وإن الخطوة الأولى للحل، هي في العمل لإعادة هذا الميزان إلى وضعه الذي كان معروفا. الذين جنوا ثمار الربيع العربي لم يكونوا أساسا من الذين شاركوا في هذاالربيع، وقطعا لم يكونوا من ضمن الذين أشعلوا ثورات هذا الربيع الذي حوله من سيطر على نتائجها إلى وضع ليس فيه أي ربيع، وضع أضاع مستحقات الشباب ;(نساء ورجال) الذين أشعلوا الخطوة الأولى.

منذ بداية ما سمي بالربيع العربي كانت النساء في قلب الحراك، لكن في النهاية لم يجنﯩين ثمار هذا الربيع، ما السبب بنظرك؟

المرأة في العالم العربي عامة حتى في النصف الأخير من القرن الماضي، أو لنقل في ثلاثة عقود من التطور المجتمعي وأقصد (خمسينيات وستينيات وسبعينيات القرن الماضي) تحديدا، كانت موجودة في كل المجالات السياسية والفنية والثقافية والحياتية، ولكن ليس بالعدد المطلوب. والسبب هو العقلية الذكورية التي لا تريد أن تتخلى عن هيمنتها وتسلطها. وكما نعرف هناك فرق كبير بين الذكورية والرجولة، فالأولى صفة والثانية قيم. وهناك نساء ساهمن في تهميش المرأة في العالم العربي ولأسباب كثيرة، منها أن الكوتا الممنوحة للنساء في العمل السياسي والتشريعي والمحاصصة (هنا,أشير الى الوضع في بلدي) جعلت من المرأة نسبة ليس أكثر. وبالتالي فإن غالبية النساء الموجودات لم يكن بمستوى المسؤولية، ولم يبرزن من خلال عملهن وكنتيجة غياب دور المرأة. في منتدى فانكوفر للسلام، حزيران 2006 ، قدمني عريف حفل الافتتاح (الصحفية الشجاعة القادمة من العراق)، وشكرته على الإشارة إلى شجاعتي، وأضفت بأنني شجاعة لأنني أم قبل كل شيء، وحينها كان ابني في الكلية، وكان النهار ينتهي nبقلق كبير لحين عودته سالما، إن كل أم في العراق كانت وما تزال شجاعة وإذا كانت هذه الأم عاملة في أي مجال خاصة الصحافة والإعلام ستكون شجاعة لمرتين.

كيف تتوقعين مسار وتداعيات هذه الأحداث على وضعك كامرأة؟

توقعاتي في كيفية التأثير على وضعي، مرة أخرى أقول إن الوضع يؤثر سلبا على الرجل ولكن له تأثير مضاعف على المرأة التي يحاول البعض التقليل من شأنها ودورها، علما بأن المرأة مكرمة في القرآن الكريم وهناك سورة بأكملها اسمها (النساء) وهناك أحاديث نبوية شريفة كثيرة عنها وعن كيفية التعامل معها.
ما هي رؤيتك للتغيير الذي يجب أن يحصل  في بلدك ويصب في صالح المرأة، بمعنى ما هي الانطلاقة ؟
الوضع العراقي لا يسمح بتنبؤ القادم ، بل حتى اللحظة القادمة، لذلك لا ستطيع أن أعرف توقعاتي. أن يتم التوقف بسياسة المحاصصة التي تتجمل في انتخابات عامة بعد أخرى بأسماء أخرى، مثل الشراكة الوطنية وغيرها. وأن يتم تغيير مناهج الدراسة الابتدائية بإضافة دروس المسامحة والاعتراف بالخطأ والاعتذار والمواجهة، والتي تساعد بخلق جيل سيقدر على إعادة التوازن إلى ميزان القيم العراقي. هذه ستكون الانطلاقة.

هند زمامة لم تكن يوما متسلقة جبال، بل كانت سيدة أعمال ناجحة بدأت حياتها المهنية في عالم الشوكولاتة إلى جانب والدها، إلا أن كل شيء تغير خلال فترة الحجر الصحي، عندما شاهدت برنامجا وثائقيا عن تسلق الجبال. تلك اللحظة كانت نقطة التحول التي دفعتها لخوض غمار هذه المغامرة الجديدة. لم يكن الأمر مجرد فكرة عابرة، بل تحول إلى شغف حقيقي دفعها لتسلق القمم. 
رغم أن مشوارها في صناعة الأفلام غير طويل نسبيا، إلا أن اسمها اليوم يوجد على رأس قائمة المبدعات في المغرب، وكذلك كان، فقد اختيرت لعضوية لجنة تحكيم أسبوع النقاد الدولي ضمن فعاليات بينالي البندقية السينمائي الدولي في دورته الماضية، وهو نفس المهرجان الذي سبق أن استقبل-في أول عرض عالمي- "ملكات" فيلمها الأول الذي تم اختياره للمشاركة بأكثر من خمسين مهرجانا حول العالم وفاز بالعديد من الجوائز. 
أسبوع واحد فقط فصل بين تتويجها بفضية سباق 1500 متر في الألعاب الأولمبية الفرنسية، وذهبية ورقم قياسي عالمي في نفس الأولمبياد. حصيلة صعب تحقيقها ولم يحدث ذلك في تاريخ المونديالات، لكنها حدثت بأقدام بطلة شابة، سحبت الرقم العالمي في سباق الماراتون من الأتيوبية، وحولت كاميرات العالم نحو العلم المغربي شهر غشت الماضي.