أحب السفر والرحلات، بينما زوجي يفضل المكوث بالبيت والاسترخاء، أحب الترحيب بالناس وتبادل الحديث معهم، وزوجي يفضل الصمت والانفراد، أستقبل الأمور بصخب وانفعال، وهو عاقل لا يحب الشكوى ويكره الصياح والنتيجة خلافات تعكر المزاج. كل منا يحاول التشبث برأيه وجذب الحبل ناحيته، فكيف أكسب الجولة معه، دون أن ينقطع حبل الوصال.
قبل كل شيء، يجدر التذكير بأن العلاقة الزوجية ليست علاقة صراعية، ولا تقوم على منازلات حتى تكون هناك جولات تتطلب كسبها، وكأنك أيضا تعتبرين نفسك انهزمت أو فشلت في هذه الوضعية. بمعنى أن نظرتك إلى هذا التعارض الحاصل بينك وزوجك في تدبير العلاقة والوصال، حتى يكون بينكما مشترك، قد لا يساعدك في تخطي معيقاتها. المظهر الذي تعكسانه وفق هذه الحالة، يجمع بين الانبساط الذي يطبع سلوكك والانطواء الذي يبدو عليه سلوك زوجك، وباعتبار أنك أنت التي تعرضين المشكل بحثا عن حل لتجاوزه، من المهم أن تتصرفي برزانة وتفهم، مع استبعاد كل انفعال من شأنه أن يعكر الأجواء بينكما. بمعنى أن تأخذي المبادرة في مفاتحة زوجك في الموضوع، باعتبار أن تبادل الزيارات والتواصل مع الآخرين يمثل الجانب الاجتماعي للحياة الزوجية، كما أن هذه الممارسات قد تلعب أدوارا في التنشيط العاطفي والوجداني لكل منكما، من خلال تنويع في إيقاع حياتكما، بالإضافة إلى أنها تشكل رافدا مهما ومليئا بالدروس للأبناء في اندماجهم الاجتماعي. وأما الاستمرار على هذه الحال، فإنه سوف يكرس انعدام الثقة والنمطية في العلاقات الاجتماعية، بحيث تبقى الرابطة بينكما مرشحة للتأزم، مادام أنها تفتقر إلى التنويع في التفاعلات الاجتماعية. والانعزال من شأنه إغراقكما في الروتين، والانسحاب من تحقيق ما يوفره التواجد مع الآخرين من إرضاء لحاجات الاجتماع، هذه التي تبقى أساسية للتوازن النفسي والشخصي حاضرا ولاحقا، كما تشكل مناعة من عدم الانجراف وراء الأنانية. وإذن، لا تيأسي من جر زوجك إلى مناقشة الموضوع والتفاوض من أجل تقريب المواقف، نظرا لحساسيته بالنسبة لأفق حياتكما الأسرية.