– شابة مغربية لم يتجاوز عمرك الثلاثين عام ولكن النجاح يرافق اسمك دائما ما هو السر؟
لا يمكن أن يكون سبب واحد هو سر نجاح أي شخص ولكنها مجموعة من العوامل من وجهة نظري ، تجربتي الشخصية بدأت بالعمل علي ذاتي ومعرفة نفسي جيدا والتقرب من ما أحب وأرغب وتحديد هدفي ،وعندما حددت كل ذلك مبكرا وعرفت أن طريقي هو ريادة الأعمال الاجتماعية، بدأت رحلتي بالقراءة والدراسة والتسلح بالعلم والمعرفة ثم التدريب واكتساب التجارب حتى النزول إلى سوق العمل وبالتالي أصبحت أتقن هذا المجال وتطورت فيه .
– ولكن اسمحي لي لمياء ..أنت نموذج مختلف عن واقع المرأة المغربية ما الذي يعوق عوام نساء المغرب ليكونوا مثلك ؟
بالطبع هناك مشكلات كثيرة تواجه المرأة المغربية وتعيق نجاحها وطموحها وتحقيق ذاتها ، وهذه الاشكاليات منها هيكلية تتعلق بشكل المؤسسات الحكومية والخاصة وطبيعتها وأيضا فرص الولوج إليها ، ولكن الاشكاليات الأهم من وجهة نظري هي الإشكاليات الثقافية التي تقولب الشابة المغربية من طفولتها ومراهقتها في قالب مجتمعي معين وتعيق خروجها عن هذا القالب ، ولا تعطي لها حرية التفكير من الأساس في شخصها واكتشاف ذاتها ومعرفة طريقها الذي ترغب في أن تسلكه ، وكل هذه الأسباب تؤدي إلى تقلص أحلام وفرص المرأة .
– كيف ترين مستقبلك خاصة وأنك عملتي مبكرا جدا ؟
هدفي كان ولازال هو خدمة مجتمعي وحل الإشكاليات الإنسانية في المغرب باستخدام العلم والدراسة والعمل والعطاء في القضايا الإنسانية هو شغفي في الحياة ، وذلك بالرغم من دراستي للعلوم السياسية والعلاقات الدولية والتنمية البشرية من جامعات مختلفة في الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا إلا أنني أحاول أن أستخدم طاقتي وخبرتي في حل إشكاليات وإيجاد فرص للشباب ، المرأة وأخيرا الطفل
– ينظر البعض لدور المرصد الوطني للطفل على أنه مجرد دور تنسيقي ..ما هو الدور الذي يلعبه المرصد؟
المرصد له دور تاريخي وكبير في رعاية ودعم الطفل المغربي ، وأنا أتيحت لي الفرصة والشرف بعد تعييني من قبل الأميرة الجليلة سمو اللالا مريم كرئيس تنفيذي للمرصد ، لأن المرصد هو الجهة المنوط لها تنفيذ الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل وبالتالي المرصد منذ إنشائه 1995 وهو يعمل على تغيير القوانين التي تتعارض مع الاتفاقية وبالتالي نجح بالفعل في تغيير أكثر من 240 قانون متعلقين بقانون العمل ، الجنسية ، الزواج ، الكفالة وأيضا مدونة الأسرة مما لعب دور جوهري في تغيير أوضاع الطفولة في المغرب بالإضافة إلى إطلاق كل حملات التلقيح وإطلاق حملات للتوعية بخطورة العنف ضد الأطفال وخطورة تشغيل القاصرات و إطلاق رقم أخضر يمكن الأطفال من التبليغ في حالة تعرضهم للعنف وهو( 2511 ) وتعزيزه بمنصة إلكترونية ( Observatoire National Des Droits de l’Enfant – المرصد الوطني لحقوق الطفل)في عام 2016 تساعد الأطفال بالإبلاغ الكترونيا ، وعمل المرصد متداخل مع عدد من الوزارت الصحة ، التعليم و الأمن وغيرها وحلمي أن يكون المرصد هو المنسق الأكبر بين تلك الوزارات للعمل على حل كل مشكلات الأطفال المغاربة .
– ولكن ثقافة الإبلاغ عن العنف ضد الأطفال غير منتشرة في العالم العربي والطفل ينظر له باعتباره ملكية خاصة لأهله ؟
هذا الموضوع مهم جدا ومن الضروري الحديث فيه وأنا أثيره في كل لقاءاتي الاعلامية وأتحدث عنه حتى مع أصدقائي ودائرتي الشخصية لأنني مهتمة به جدا ،فأنا أقول لكل شخص مغربي أنت لك دور ومسؤول إذا رأيت طفل يتم انتهاك طفولته أو تعنيفه من قبل أي شخص من فضلك بلغ عن طريق الخط الأخضر أو موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك ،وبياناتك سرية ولن تتعرض لأي أذي ولكن احم هذا الطفل عديم الارادة فالطفل كائن مستقل وحر وليس ملك لأي شخص ولديه روح وتفكير حر ،ويجب العمل على تغيير وجهة النظر السلطوية بأن الأطفال ملك للبالغين .