سيجي أسرارك.. للبوح حدود

كلما خشينا على شيء خبأناه في صندوق وحرصنا عليه، ولا نخشى إلا على الأشياء الثمينة التي نحبها ونعي قيمتها ووحده الصندوق يأويها. هكذا العلاقة الزوجية مقدسة دائما ولابد من إحكامها بتعليب أسرارها.

يحرص البعض على تسييج علاقته الزوجية فلا يبوح بسر ولا يكشف عن أي نظام يحكم علاقاته مع الطرف الآخر خاصة علاقتهما الحميمية، فيما يتساهل الكثيرون في فتح نوافد غرفة النوم أمام الجيران والأصدقاء، ويغرق في التفاصيل إما متباهيا أو مشتكيا وفي مرات أخرى استهزاءا  استئناسا.

تعتبر المرأة الأكثر ميولا الى الدردشة والبوح، فالمرأة تحكي عن عملها وعن محلات اقتناء ملابسها ومن ثم إلى بيتها ثم غرفة نومها، والكثيرات لا يتوارين عن فتح الباب مشرعا أمام سريرها إما مشتكية من سلوك زوجها أو متباهية بمتعها لتغرق في وصف دقيق في التقاط مشاهدهما وكثيرا ما تظهر الصديقة أو الصديقات المستمعات اهتمامهن للأمر ويصير حكي الزوجة أشبه بمسلسل لا تنتهي حلقاته، فيما لا تعدو في نظر صديقاتها أكثر من زوجة ساذجة غبية تخدش حياءها ووقار زوجها وتودع أسرارها على موائد الأكل أو في مكاتب العمل وعلى كراسي الحديقات.

في غياب أي ثقافة أو تأطير قبل الزواج وجهل الزوجة بعواقب الأمور يفرض عليها أن تعيش الخطأ وتتجرع كؤوس المرارة قبل أن تهتدي إلى الصواب، وقليلا ما تحتفظ الزوجة بعشها بعد تجربتها، فنورة التي دامت علاقتها الزوجية 10 سنوات قبل أن تهدمها بسبب إفشاءها لأسرارها الزوجية والتي وصلت بالصدفة إلى مسامع الزوج، فتصلب موقفه وكان جوابه حاسما ليقرر الطلاق بعد أن جعلته زوجته أضحوكة أمام عائلتها ومعارفها فهدمت بذلك صرح زواجها بلسانها، فالمرأة عندما تفتح علبة أسرارها، لصديقتها والتي لا تتوقف (الأسرار) عندها بل تتسرب إلى معارفها وأهلها، إذا يكفي أن تضغط على زر الانطلاق لتأخذ الأشياء مسارها، مسار يصعب حده فيما بعد ويستعصي تخمين خسائره. وقد لا يفتضح أمر المرأة وما أفشته من أسرار في حينها لكن بوحها يبقى دائما قنبلة موقوتة تهدد مشروع زواجها.

وليس البوح حكرا على المرأة فالكثير من الرجال أيضا لا يعرفون معنى قدسية الحياة الزوجية وخاصة أسرار غرفة النوم، فمجالس كثيرة تجمع الرجال فيسر أحدهم ببعض الأسرار على سبيل المزاح وقد يتمادى في كشف تلك الأسرار وهكذا إلى أن تصير عادة يومية لا يحلو الجلوس إلا بها. ومع أن الزواج في الأديان كما الثقافات ستر للمرأة كما الرجل وحماية لهما، إلا أن البعض يصل درجة السخاء الحاتمي في إفراغ ما بجعبته حتى من أخبار الوسادة والإيزار دون دراية بما قد يؤول إليه الأمر من تهديد للحياة الزوجية فيما بعد.

 

سلط المسلسل الضوء على واقع المرأة المغربية من خلال شخصيات تعيش في مستويات اجتماعية مرتفعة، بينما تخفي معاناتها الحقيقية خلف صور السعادة على وسائل التواصل الاجتماعي.
بمؤسسة دار بلارج، التي تحضن موضوع روبرتاجنا عن الأمهات الموهوبات، وجدناهن قد تجاوزن وصم « بدون» الذي كان يوصم بطائق تعريف بعضهن في زمن ما لأنهن ربات بيوت، حصلن على جائزة المونودراما بقرطاج عن مسرحية كتبنها، شخصنها، وعرضنها فوق خشبة مسرح عالمي. والحصيلة مواهب في فن يصنف أبا للفنون، اشتغلت عليها مؤسسة دار بلارج وأخرجتها من عنق الحومة والدرب وجدران البيوت القديمة التي لم يكن دورهن فيها يقدر إلا ب»بدون».
الأبيض والأسود لونين أساسيين في مجموعات عروض أزياء أسبوع الموضة بباريس.