هي الفنانة المغربية الأولى التي أصدرت ألبوما غنائيا مغربيا مائة بالمائة مع شركة روتانا، وتلك بعض من النجاحات جعلت إسم هدى سعد ورقة رابحة في حسابات شركة الإنتاج التي احتضنتها، مثلما ضمن ستيلها الغنائي تأشيرة المرور إلى شهرة بمؤهلات تشهد على أنها الأولى عربيا من تغني وتلحن وتكتب باللغة المحلية.
“شاب الراس” جديدك الذي وضفت فيه الإيقاع الجبلي المغربي بتقنية عصرية، هل هو بحث عن جمهور أوسع ؟
في نظري الإيقاع الجبلي لا ينبغي أن يبقى مقتصرا على الأغنية القديمة التراثية، حيث الاستمتاع بهذه الإيقاعات تفرض دائما العودة إلى أغاني فناني المنطقة كالعروسي الزياني أو الشقارة… ، أنا أقول إنه يلزم إحياء هؤلاء من داخل التكنولوجيا أيضا. وهذا بالنسبة لي تكريم واعتراف بإنجازاتهم، فقط ينبغي أن تحافظ كل محاولة على لمسة تراثنا دون لمس روحه أو خدشه في جماليته.
الأغنية القريبة منك اليوم حين تضعين إبداعاتك أمامك للتأمل والتقييم؟
هي الأغنية التي عشت فيها نجاحاتي الكبيرة “بغيتو ولا كرهتو”، وهي مائة في المائة شخصيتي، أنا أيضا متمردة بالشكل الإيجابي.
تمردك هو الذي يجعلك تحتجين على نتيجة مسابقة لم تكن من نصيبك، وبأسلوب أثار الاستفزاز ؟
لا يمكن لي الإجابة على السؤال..لا يمكن.
اليوم أنت في الساحة الغنائية ببروفايل كاتبة كلمات أيضا، إلى متى هذا الاحتكار لكلماتك لنفسك فقط ؟
لي عندك سر لن أكشف عن تفاصيله كاملة إلى أن ندخل أستوديو التسجيل، هذا فقط لتجنب ما حدث مع الفنانة أصالة نصري. السر هو أن فنانة لبنانية كبيرة ستغني من كلماتي وهي من طلبت ذلك، كما طلبت عدم الكشف عن الموضوع إلى أن يتم الشروع في تنفيذ الاتفاق بيننا، لكن قريبا ستكون المفاجئة جاهزة.
بدأ مجموعة من الفنانين الصاعدين يلجؤون إلى هذا الستايل الذي يتجاور فيه الخليجي والمغربي، فهل أعمالك الغنائية هي نموذج لذلك ؟
لا أريد أن يفهم من حديثي عن الموضوع على أنه غرور، لكن يشرفني جدا أن أكون النموذج الذي فتحت المجال لهذه الخطوة التي تعكس اهتمامي بالبلد في أكثر من أنانية الأنا. بالنسبة لي لم أقلد أحدا، وهذا الستايل اشتغلت عليه بقناعة تتصدرها إمكاناتي للجمع بين اللحن والكتابة والغناء، لذلك اعتبرت الكاتبة والملحنة الوحيدة في العالم العربي من أصل مغربي في مجال الأغنية المغربية، هذا أثار انتباه الكثيرين وقدم أملا في تغيير الكثير من الصور عن إمكانات الأغنية المغربية. ولعلي سعيدة بكون البداية كانت معي، وهذا بالنسبة إلى تاريخي الفني أكبر إنجاز جعل دعوتي في البرامج والحفلات في الشرق والخليج تكون على أساس أني مغربية رغم إقامتي في لبنان، وهو تقدير لوصولي إليهم من خلال هويتي وثقافتي وأغنيتي المغربية.
كيف تستطعين الحفاظ على موقعك في الساحة اليوم وهي في ذروة المنافسة على المراكز الأولى؟
مركزة على الاجتهاد ومواكبة لذوق العصر، لذلك أنا معجبة بسميرة بن سعيد كونها فنانة نموذج ومثال للكل. هي لم تؤثر فيها المراحل والأجيال، حيث يسمعها جيل ست سنوات وجيل عمرها. وظلت بذلك نموذج الفنانة المجتهدة التي قدمت الشيء الكثير للأغنية المصرية. من هنا أؤكد بأنه لا يمكن أن تكوني في السباق وأنت غير مدربة عليه وخارج السياق أو بدون خطة محددة، هذا يجعلني أركز مجهوداتي على “هدى سعد” فقط، لا ألتفت يمينا ولا شمالا لمعرفة ما يقوم به المنتمون لنفس مجالي. العمل الجيد يصل دون حاجة للبحث عنه، أما أن أشغل نفسي بالآخر لمعرفة أين وصل هذا، فذلك بالنسبة لي مضيعة للوقت، وانشغال به عن نفسي.
عندما تفكرين في ديو من سيطيب لك الوقوف إلى جانبه ؟
أفكر في فنان عالمي أكيد، كوني أعرف كيف تتم الديوهات في العالم العربي، هي تأتي عن طريق علاقات وصداقات شخصية ووليدة جلسة، وهذا يجعلها تفتقد لشروط الاحترافية التي تشتغل بها مثلا شركة الإنتاج في تحديد الفنان المناسب للفنان الآخر في غناء الديو. أنا “بغيتها” تكون بالشكل المحترف العالمي، ومع فنانين عالميين، كلهم يبهرونني وسيضيفون لي أكيد.
هل تنظرين إلى برامج تخريج الأصوات الغنائية كإستراتيجية فنية وإعلامية صحية ؟
هي نعمة، مقارنة ب”تمارة اللي ضربناها”، حيث كان لازم يكون عندك ألبوم غنائي لتصل إلى الجمهور. وبالنسبة إلى خريجي البرامج الغنائية يصبحون أسماء كبيرة وليس لهم حتى الوقت للاشتغال على ألبوم، كما أنهم يبدأون في إحياء سهرات وحفلات مباشرة بعد خروجهم من برامج المسابقات. مقارنة بي أنا كنت النكرة، والبرنامج الوحيد الذي شاركت فيه خرجت فيه من الكاستينغ، ولو لم أقل بأني شاركت في “اكس فاكتر”، لن يعرف أحد بذلك.
“غادي نبقى نتسناه”.. حتى متى ؟
الإنسان الوليف الذي يمكن نعيش معاه ويعيش معايا حياتي غير العادية من الصعب إيجاده، نحن نعيش في وضع غير عادي، والارتباط بشخص له نظام حياة طبيعية “غادي نظلموا معايا”، تلقيت دعوات زواج من ناس “شفقت” لحالهم وهم يعرضون الزواج دون مقدمات، بالنسبة لي هذا مستحيل.