على بعد أيام قليلة من اليوم العالمي للسياحة، الذي يُنظَّم هذه السنة تحت شعار “التحول نحو الاستدامة”، ترأست السيدة فاطمة الزهراء عمور، وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، افتتاح أشغال المؤتمر الدولي حول “تطوير السياحة المستدامة في المغرب وآفاق السياحة الخضراء” بمدينة إفران.
وقد عُقد هذا الحدث بحضور السيد نزار بركة، وزير التجهيز والماء، والسيد كريم زيدان، الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية.
وذكّرت الوزيرة أن السياحة العالمية تعرف تحولا أصبحت فيه الأصالة والاستدامة بين المعايير المهمة في اختيار الوجهات السياحية. والدليل على ذلك، نسبة السياح الذين قصدوا المغرب بحثاً عن تجارب مستدامة بين 2019 و2024، تضاعفت من 5% إلى .10%
وصرحت السيدة فاطمة الزهراء عمور : “مع استقبال أكثر من 17 مليون سائح في سنة 2024، وفي ظل توقع استمرار هذا النمو، من الضروري الحفاظ على موارد بلادنا. تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، تولي الحكومة أهمية كبيرة للتنمية المستدامة ضمن خارطة الطريق 2023-2026. رؤيتنا واضحة: بناء صناعة سياحية قوية، مستدامة، مسؤولة، وتعود بالنفع على كافة المواطنين.”
وذكرت الوزيرة بأن الحكومة أطلقت عدة مبادرات عملية لدعم استدامة القطاع، من أبرزها: – GO SIYAHA النمو الأخضر لمواكبة الانتقال المستدام للمؤسسات السياحية، وبرنامج تثمين 16 قرية سياحية لتطوير منظومات محلية متكاملة وخلق فرص شغل، و كذا الميثاق الجديد للاستثمار الذي يشجع المشاريع المسؤولة والمستدامة.
من جهته، صرح السيد عماد برقاد، المدير العام للشركة المغربية للهندسة السياحية (SMIT): ” تلعب الشركة المغربية للهندسة السياحية دوراً مهماً في تطوير منظومة للاستثمارات المسؤولة و المستدامة. ففي كل مشروع نقوم بمواكبته، نحرص على إدماج أشكال الإيواء السياحي البديل بالإضافة لأنشطة في الهواء الطلق، التي تتماشى مع توجهات السياح الجديدة، مع التركيز على الممارسات المستدامة.”
ولم يكن اختيار مدينة إفران صدفة، فهي تعتبر واجهة للسياحة المستدامة بالمغرب. ويستفيد المنتزه الوطني لإفران من برنامج ضخم للتنمية الإيكولوجية المستدامة، في إطار شراكة بين القطاعين العام والخاص، بميزانية تتجاوز 730 مليون درهم. سيمكن هذا المشروع من تقديم تجربة سياحية فريدة تمزج بين الاستجمام والرياضة والاكتشاف، عبر تجهيزات مبتكرة وصديقة للبيئة، مثل المنازل الشفافة، والشاليهات، المآوِي الجبلية، إضافة إلى مجموعة واسعة من الأنشطة الطبيعية. كما سيعزز هذا المشروع جاذبية إفران في مجال السياحة المستدامة، وسيحدث أثراً إيجابياً مباشراً على المقاولات الصغرى والمتوسطة والمجتمعات المحلية.
للإشارة فان هذا المؤتمر نُظم من طرف الشركة المغربية للهندسة السياحية ، وبشراكة مع المركز الجهوي للاستثمار لفاس–مكناس والوكالة الوطنية للمياه والغابات. وجمع أكثر من 150 مشاركاً من خبراء ومستثمرين وفاعلين قادمين من أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية. ومثّل هذا الحدث منصة للحوار بين القطاعين العام والخاص، حيث جدد المغرب من خلاله عزمه على تسريع الانتقال نحو نموذج سياحي أكثر توازنا وشمولية واستدامة.
.