ويُعد هذا المركز ثمرة شراكة استراتيجية جمعت بين مؤسسة جدارة، والمجلس الإقليمي للنواصر، والجماعة الترابية لبوسكورة، بدعم من شركاء ماليين وتقنيين من ضمنهم مؤسسة أمان التابعة لمجموعة CMGP، وشركة HP. ويهدف المركز إلى تعزيز الإدماج الاقتصادي للشباب الذين هم خارج منظومة التعليم والتكوين والعمل (NEET)، عبر مسار تكويني متخصص ومواكبة شاملة تتماشى مع متطلبات سوق الشغل.
وفي كلمته خلال حفل الافتتاح، أكد السيد حميد بلفضيل، الرئيس المدير العام لمؤسسة جدارة، أن إحداث مركز “Nouaceur Wings Tech” يندرج في إطار التزام المؤسسة بدعم الشباب في وضعية هشاشة، لا يتابعون دراستهم ولا يزاولون أي نشاط مهني. وأضاف :
“وقع اختيارنا على جماعة بوسكورة بالنظر إلى طابعها الشبه الحضري، وما توفره من إمكانيات لتكوين جيل جديد في مهن المستقبل، خاصة في المجال الرقمي. هذا المشروع يعكس إيماننا الجماعي بأهمية الاستثمار في الشباب باعتبارهم عماد مستقبل الوطن”.
من جهتها، أوضحت السيدة أميمة محيجر، المديرة العامة لمؤسسة جدارة، أن هذا المشروع يندرج ضمن البرنامج الثالث للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، الرامي إلى تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب. وأضافت أن المركز يوفّر تكوينات تقنية في مجالات تطوير الويب، التسويق الرقمي، إدارة المحتوى، التصوير، الفيديو والتجارة الإلكترونية، إلى جانب مسار للمواكبة الشخصية والمهنية، يُهيّئ المستفيدين لريادة الأعمال أو الولوج إلى سوق الشغل.
وأشارت إلى أن هذا المشروع يتضمن برنامج “Numér’Inou”، الذي يواكب الشباب خلال التكوين وبعده، من خلال دعم خاص بالمقاولات الناشئة وتوفير تمويلات أولية لمساعدتهم على إطلاق مشاريعهم الرقمية، وذلك بشراكة مع مؤسسة أمان التابعة لمجموعة CMGP.
خلال ذلك قدمت معطيات حول الفئة المستهدفة ونمط التكوين بالمركز الذي يستهدف الشباب المتراوحة أعمارهم بين 18 و35 سنة.
والذي يمتد التكوين على مدى ستة أشهر، تتضمن خمسة أشهر من التكوين التقني وشهرا من التدريب الميداني، ويُعزز بتكوينات في المهارات الذاتية والمهنية، بالإضافة إلى مواكبة فردية في التوجيه والإرشاد المهني.
ويمثل مشروع “Nouaceur Wings Tech” نموذجا للتعاون بين مختلف الفاعلين، من أجل بناء مسارات جديدة لفائدة الشباب في وضعية هشاشة، كما يجسد إرادة جماعية في جعل الرقمنة رافعة للإدماج الاقتصادي والاجتماعي، انسجاما مع أهداف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
وجدير بالذكر أن مؤسسة جدارة، التي تأسست سنة 2001، راكمت أزيد من 20 سنة من التجربة الميدانية والتربوية، حيث واكبت أكثر من 3543 مستفيدًا، من ضمنهم 795 يتابعون حاليا تكوينهم. وبلغت نسبة الإدماج المهني للمستفيدين 96%، كما يحتل 70% من الطلبة الحاصلين على منح المؤسسة مراتب الريادة ضمن دفعاتهم.