في إطار الاحتفالات الوطنية المخلدة للذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، نظمت ولاية جهة كلميم واد نون ووكالة تنمية الأقاليم الجنوبية، بشراكة مع مجلس جهة كلميم واد نون والمجلس الجماعي لكلميم ووزارة الشباب والثقافة والتواصل ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، خلال الفترة الممتدة من 2 إلى 6 نونبر 2025، برنامجا احتفاليا تحت شعار: “كلميم.. بوابة الصحراء على إيقاع المسيرة الخضراء”.
وتوج هذا الحدث بحفل وطني مميز بمناسبة الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، جسّد محطة رمزية جمعت بين استحضار التاريخ واستشراف المستقبل، من خلال إبراز الدور الريادي لمناطق الصحراء في بناء الدولة المغربية ووحدتها الترابية منذ عهد المرابطين والسعديين وصولاً إلى الدولة العلوية الشريفة، واستحضار مؤتمر “أم الشكاك” كرمز لوحدة القبائل الصحراوية وولائها الدائم للعرش العلوي المجيد. كما عبّرت الفعالية عن امتداد روح المسيرة في مسيرة البناء والتنمية التي يقودها جلالة الملك محمد السادس نصره الله عبر النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، الذي جعل من الإنسان محور التنمية ومن الصحراء فضاءً للتعاون الإفريقي والانفتاح الأطلسي، في تزامن مع القرار الأممي رقم 2797 الصادر في 31 أكتوبر 2025، الذي أكد وجاهة الموقف المغربي وسيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية، مما أضفى على احتفالية كلميم بعداً وطنياً ودولياً يجمع بين مسيرة التحرير ومسيرة التنمية في ظل القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيّده.
كما تميز هذا اليوم الوطني الكبير بافتتاح الممر التفاعلي الحديث، في أول تجربة من نوعها بالأقاليم الجنوبية، من طرف السيد محمد الناجم أبهاي والي جهة كلميم واد نون، والسيدة مباركة بوعيدة، رئيسة الجهة، ومدير وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية، السيد جبران الركلاوي الذي قدم تفاصيل هذا المشروع الثقافي الرائد.
ويُعد هذا الفضاء التفاعلي منصة معرفية مبتكرة تُعرف بمختلف محطات التاريخ المغربي، من نشأة الدولة المغربية العريقة إلى العهد الزاهر لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، من خلال عروض سمعية بصرية ولوحات تفاعلية توثق لأهم مراحل بناء الدولة المغربية ومعاركها الوطنية ومشاريعها التنموية الكبرى، خصوصاً في الأقاليم الجنوبية التي أصبحت نموذجاً يحتذى به في التنمية المستدامة والنهضة المتوازنة.
وفي تصريح لها بالمناسبة، أكدت أسماء كريميش، منتجة الحفل و مديرة الاحتفالات بالذكرى الخمسين بكلميم و طانطان : “أن تنظيم هذه التظاهرة بمدينة كلميم بمناسبة الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة يُعد لحظة وطنية متميزة نستحضر من خلالها قيم التضحية والوحدة التي شكلت أساس هذا الحدث التاريخي الخالد، مشيرة إلى أن المحاكاة الرمزية للمسيرة والممر التفاعلي الذي أُعد خصيصاً لهذه المناسبة يهدفان إلى تمكين الأجيال الصاعدة من عيش تجربة تربط الماضي بالحاضر وتبرز التحولات التنموية الكبرى التي تعرفها المملكة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله. ويُعد هذا الممر التفاعلي، الذي يشكل معبراً حياً لذاكرة وادنون العريقة، تجربة فريدة من نوعها في الأقاليم الجنوبية، إذ يقدم رحلة سمعية بصرية تستعرض فصول التاريخ المغربي من النقوش الصخرية والحضارات القديمة إلى معارك التحرير والمقاومة، وصولاً إلى مسيرة البناء والنماء التي تجسدها المشاريع التنموية الكبرى بالأقاليم الجنوبية. وتكتسب هذه التظاهرة رمزية خاصة بتزامنها مع صدور القرار الأممي رقم 2797 بتاريخ 31 أكتوبر 2025، الذي جدد تأكيد المجتمع الدولي على وجاهة الموقف المغربي وسيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية، مما أضفى على احتفالية كلميم بعداً وطنياً ودولياً يربط بين ذاكرة التحرير ومواصلة مسيرة التنمية في ظل القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، ورسالة متجددة لترسيخ قيم الوحدة والوفاء والاعتزاز بالانتماء للوطن”.