في النتيجة والتوقيت … سنكون الأفضل

صباح بنداوود : ”سينظر كل العالم إلينا ليس فقط كبنية تحتية ولكن كمجتمع يتطور بهدوء..“.

لماذا أضحت كرة القدم اليوم حديثا يوميا وشائعا بين مختلف الشرائح الاجتماعية؟. 

الجواب بسيط للغاية لأنها أحد مسببات  الإحساس بالفرح والسعادة والسعي وراء تحقيق الفوز في مناحي أخرى.

 لم نعد نكتف بتطلعات صعبة المنال بل تجاوزناها للقفز على تحديات معنوية الى انتصارات ملموسة أساسها بناء قاعدة صلبة تؤمن الاستمرارية والتفوق.  

رأيت دائما أن كرة القدم ليست شأنا ذكوريا، كما أراد لها البعض أن تكون،   وثبت مع الزمن أنها عكس ذلك، هي مجال تتوحد فيه البشرية على خلق طريق التقارب والتواصل والانجذاب. 

لم أخف أبدا شغفي بهاته اللعبة ولي صديقات يحملن نفس الهوى لكرة يملئها الهواء تجري وراءها أرجل عديدة والهدف واحد تسجيل الانتصار، وفي عمق الانسان الإحساس بالفوز له طعم دائم وواحد.

بدأت الحكاية عندي منذ زمن الأبيض والأسود،  يوم كانت كرة القدم لا يتحكم فيها لا المال ولا الصورة، واستمرت بنفس الشغف من لحظة الاكتشاف الأولى في كتابة حكايتها بنفس الحروف ونفس الأحاسيس رغم اختلاف الأمكنة والأبطال والتواريخ.

كثير من الناس نجحوا في تحقيق طموحاتهم وأهدافهم بفضل انتمائهم لعالم كرة القدم، لم تعد أبدا مجالا للتسلية وتجزية الوقت، بل أصبحت عاملا ضروريا في تطور البنية التحتية،  دعم اقتصاديات الدول وبفضلها نجح التلفزيون في جلب مساحات إشهارية تدعم وتقوي مستقبل القنوات، ناهيك عن غزو مواقع التواصل الاجتماعي بمتابعيها الذين تجاوزوا الحدود الجغرافية واللغوية دون تمييز بين الرجل والمرأة.

من بحاولون وهم قلة سجن النقاش عند الحق من عدمه في حضور المرأة لمباريات كرة القدم،  فهو يعبر عن جهل كبير وعدم معرفة سابقة بتاريخ كرة القدم،  حيث نجحت الى جانب السينما والمسرح في جذب الجمهور من كلا الجنسين .. صحيح على مستوى مجتمعنا وقع تأخر كبير لكن تم تجاوزه بفعل نقاش مجتمعي ظهرت ملامحه في قضايا اجتماعية أخرى وأصبحت كرة القدم ضمنها، عندما أصبحت شأنا داخليا للنقاش داخل الأسر وفتحت أبوابا أخرى لتحقيق النجاح الذي أصبح اقتسامه مجتمعيا يتم بكل تلقائية.

لا ننسى أن ننتبه الى أن حالة الشغف التي يحسها الرجل والمرأة في ملعب كرة القدم على حد سواء تعني حالة التصالح والتفاهم والتقارب التي تساهم في خلق جيل متصالح مع نفسه يقوي من شان الأسرة ودورها في بناء مجتمع يتطور بعيدا عن ضغوط الحياة ومتطلباتها اليومية. لهذا على علماء النفس والسوسيولوجيا مسؤولية تحليل وقراءة ما يحدث اليوم في مجتمعنا. اقتران الفوز والانتصار بحالة فردية وكذلك جماعية يمتد تأثيرها زمنا ومكانا.

مع اقتراب المواعيد الرياضية الكبرى التي سيحتضنها المغرب وأساسا كأس افريقيا للأمم سنعيش حالات نفسية واجتماعية متعددة ومتنوعة في التعبير عنها في مختلف الحالات والمواقف. ينتظرنا درس جديد في تقديم صورة جميلة ومعبرة عن تآلف حقيقي طبيعي يسري في العقل والقلب معا . سينظر كل العالم إلينا ليس فقط كبنية تحتية ولكن كمجتمع يتطور بهدوء واقتناع كبير بدور كل مكوناته وليس نقصا او عيبا ان تكون كرة القدم احد ركائزه الأساسية. 

في النتيجة  والتوقيت …سنكون الأفضل.

تقتصر عروض المهرجان الوطني لفنون الشارع على  قاعات المراكز الثقافية ودور الشباب بسبب الأحوال الجوية.
فن التفاوض مع المراهق حين يطلب المال: استراتيجيات عصرية مدعومة بالعلم.
وصل كيليان مبابي وعُثمان ديمبلي إلى العاصمة الرباط لدعم صديقهما أشرف حكيمي ومتابعة مباراة المغرب ومالي في كأس أمم أفريقيا 2025، وذلك في أول ظهور لحكيمي بعد فترة غياب بسبب الإصابة.