إختار الفنان إدريس رحاوي الاحتفاء بإفريقيا بمناسبة الرباط عاصمة الثقافة الافريقية عبر هذه اللوحات التي يتسم معمارها ببناء تجريدي تتزاوج فيها جمالية الحرف العربي بزخرفته البهية وسمو المعاني المتضمنة في الخطب الملكية ،تاركا للناظر إليها سر الاكتشاف العميق لهذه الجمالية النابعة من أصول الفن الإسلامي المعشق بتراث حياة مملكة لاكثر من اثنتا عشرة قرنا .
إن الإنغماس في عمق هذه التجربة يسمح لنا باكتشاف أبعاد الوعي الكبير برهانات القارة السمراء عبر الدلالات التي تحملها هذه العبارات المولوية السامية ،كما يكشف مكانة افريقيا في رؤية صاحب الجلالة نصره الله استراتيجيا وسياسيا وإجتماعيا وثقافيا ودينيا،وما يحيط بها من عناية فائقة وعطف كبير وحب عميق .
كما أن التعمق في هذه الإبداعات يدفعك لتكتشف طواعية الحرف العربي الذي ينصهر في السياق الزمني والبعد الجمالي المتربع على مساحات هذه الإبدعات التي تعبر عن رؤية فنية تعكس تراكما فنيا وتجربة رائدة في العمل على الحرف العربي و التكوين الفني والجرافيكي لدى فنان كبير تشرب من مدارس فنية عديدة اكتسب منها عمق الجمال و الحس فني الرائد .
فن الخط هو امتداد للتراث الأصيل وأحد الفنون الهامة في الثقافة العربية والإسلامية ،سواء بأشكاله و أنواعه القديمة أو بأسلوبه الحديث الذي يجمع بين جمالية الحرف وزهاء الألوان والتداخل و الإمتزاج بينهما بإعتباره فن البلاغة البصرية التي تجسدها جماليات حروف التشكيلية التي تشد الناظر اليها بعشق وشغف وتجعله يسافر في عمق الجمال وسكينة الحرف.
تكتسب خطب و رسائل صاحب الجلالة في مجمل اللوحات قيمة جمالية ، تمكن فيها الفنان إدريس رحاوي من إبداع لوحات فنية بتقنية الطباعة الحديثة التي تزيد رونق جمال الإبداع للناظر وتفتح أبواب قلبه وعقله لتجذبه للغوص في ثنايا خطب جلالة الملك.
إنها وشائج المحبة والشكر لوزارة الشباب والثقافة و التواصل على تنظيم هذا المعرض البهي إحتفاءا بالرباط عاصمة الثقافة الإفريقية.