ضمن اتفاق برنامج مشترك بين الحكومة وشركة الخطوط الملكية المغربية، الذي وقعه رئيس الحكومة عزيز أخنوش والرئيس التنفيذي للخطوط الملكية المغربية حميد عدو، قدمت الشركة الجوية تفاصيل خطتها التنموية للفترة 2023-2037. وفي هذا السياق، أعرب الرئيس التنفيذي عن ارتياحه لتنفيد هذا المخطط، مؤكدا عن توفير الشركة للموارد المالية والبشرية واللوجستية اللازمة لتحقيق الأهداف المحددة.
نموذج جديد للأعمال
تعتمد خطة تطوير شركة الخطوط الملكية المغربية على نموذج عمل جديد يهدف إلى تغيير بعدها لفائدة البلاد، واقتصادها وإشعاعها. تسعى الشركة إلى التحول من شركة تقليدية، مجهزة بأسطول للمدى المتوسط شمال-جنوب، إلى أسطول ناقل شمولي بتحويل وتيرة نموها إلى السرعة القصوى، واستغلال محور عابر للقارات شمال-جنوب وشرق-غرب، مع اعتماد مقاربة رحلات “بلا توقف” وشبكة وطنية شاملة. “سيزيد عدد الطائرات من 50 إلى 200 طائرة بحلول عام 2037، بما في ذلك أربع طائرات شحن. وسيرتفع عدد الركاب من 7.5 مليون في عام 2019 إلى 31.6 مليون في عام 2037. ومن المتوقع أن يزيد إجمالي الإيرادات من 16.5 مليار درهم إلى 94 مليار درهم في عام 2037. وسيشمل هذا التطور أيضا عدد وجهات الرحلات من 99 إلى 143، مع زيادة معدل ملء الطائرات من 70٪ إلى 82٪”، وفق ما صرح به الرئيس التنفيذي للشركة.
نحو “ناقل شمولي”
في إطار عقد البرنامج المبرم ما بين الخطوط الملكية المغربية والدولة المغربية، تلتزم الشركة الوطنية باعتماد مخطط تنموي يمكنها من تغيير بعدها والتموقع كناقل شمولي بطموحات دولية جديدة بحلول العام 2037.
تتمتع خطة التطوير للشركة بنهج شامل سيتم تنفيذها في مرحلتين، قصيرة الأجل ومتوسطة الأجل. ستركز المرحلة الأولى على تحسين تجربة الركاب، وتعزيز خدمات العملاء وتطوير البنية التحتية. وستشمل أيضا تحسين الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمي، وستكون بمثابة مرحلة تأكيد الإستراتيجية المعتمدة.
أما المرحلة الثانية، ستركز فيها الخطوط الملكية المغربية على المستوى الدولي من خلال توسيع شبكة الوجهات بالقارات الأربع وزيادة التعاون مع شركات الطيران العالمية.
إن الهدف من خطة التطوير للخطوط الملكية المغربية للتحول والنمو في الفترة من 2023 إلى 2037، هي تحسين الخدمات والبنية التحتية، وزيادة أسطول الطائرات، وزيادة عدد الركاب، وتوسيع شبكة الوجهات الدولية لتعزيز دورها في قطاع النقل الجوي وتعزيز الاقتصاد المغربي عامة.
للتذكير، أحدثت شركة الخطوط الملكية المغربية يوم 28 يونيو 1957، عقب اندماج إير أطلس وخطوط المغرب، ونجحت في الاستجابة لانتظارات زبنائها والتأقلم مع التوجهات الإستراتيجية للمملكة. ومنذ ظهورها إلى الوجود، تمكنت الشركة الوطنية من إعادة ربط مغاربة العالم ببلدهم، كما لعبت دورا رئيسيا في تنمية وتطوير القطاع السياحي والترويج لوجهة المغرب بكل من فرنسا وأوربا بفضل توفرها على شبكة تمثلها بكل تلك البلدان، وحرصها على تطوير عروضها بالوجهات الأوروبية الرئيسية. أما على الصعيد الوطني، فقد ساهمت في فك العزلة عن الجهات المهمشة والمعزولة بالمملكة من خلال وضع أزيد من 15 خطا إشعاعيا يربط المدن الرئيسية للبلاد وعاصمتها الاقتصادية. كما أنها تعمل على أداء مهمتها الإستراتيجية كناقل للحجاج المغاربة نحو الديار المقدسة للعمرة والحج.