في بلاغ له بمناسبة الأيام الأممية لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات، وتحت شعار الأمم المتحدة لهذه السنة “اتحدوا لإنهاء العنف الرقمي ضد جميع النساء والفتيات” أعلن تحالف “ربيع الكرامة” عن انخراطه في المسار الأممي، مؤكد أن “العنف القائم على النوع الاجتماعي لم يعد مجرد انتهاكات فردية، بل تحول إلى منظومة مركبة من القوانين والسياسات والممارسات التي تعيد إنتاج التمييز وتبقي النساء والفتيات في مثلث الفقر، الهشاشة وانعدام الأمان”.
واستحضارا للسياق العالمي، أفاد البلاغ أن هذه الأيام الاممية جاءت في “سياق عالمي يتسم بتصاعد النزاعات المسلحة وانهيار منظومات الحماية، حيث تدفع النساء الثمن الأكبر من الإبادة، النزوح، الجوع، والحرمان من أبسط الحقوق. ففي غزة، تواجه النساء وضعا إنسانيا كارثيا يختزل كل أشكال العنف والحصار وغياب الماء والغذاء والرعاية الصحية، وفي السودان تتعرض النساء لعنف جنسي ممنهج، ونزوح قاس، وانهيار تام للأمن الغذائي، فيما تعيش نساء مناطق نزاع أخرى المعاناة ذاتها في ظل صمت دولي مقلق”.
وعن الوضعية في المغرب، وقف البلاغ عند المؤشرات التشريعية والمؤسساتية مؤكدا على أنها تكشف عن تراجع في مسار المساواة. وأن المصادقة على قانون المسطرة الجنائية قد تم في صيغة تفتقر إلى الأسس الدستورية كما قال، ولا تدمج بعد النوع في الضمانات القانونية ولا في حماية الضحايا، مما يبقي آلاف النساء في مواجهة منظومة عدالة غير منصفة..
وعلاقة بالأيام الأممية لمناهضة العنف ضد النساء، أشار البلاغ إلى تسارع وانتشار العنف الرقمي، إذ أصبحت، الفضاءات الرقمية مجالا مفتوحا للابتزاز، التشهير، التهديد، التتبع، وتسريب الصور، في ظل غياب آليات حماية فعالة، وتقصير واضح في المراقبة والتتبع والتجريم الرادع”.
وأكد البلاغ أن العنف ضد النساء ليس قدرا، بل نتيجة حتمية لاختيارات سياسية وتشريعية تتجاهل صوت النساء وتقصي مقاربة النوع، وتبيح استمرارية التمييز. وبناء على ذلك تقدم التحالف بمجموعة من المطالب من بينها : مراجعة القانون الجنائي والمسطرة الجنائية مراجعة جذرية وشاملة، اعادة النظر في مشروع المحكمة الدستورية وإطلاق مسار تشاركي دستوري يدمج بعد النوع الاجتماع، مراجعة النظام الانتخابي بما يضمن المناصفة الفعلية لا الشكلي، إطلاق عاجل وفوري لمشروع مدونة أسرة منصفة وعادلة، تسريع الخطوات القانونية والمؤسساتية لتجريم العنف الرقمي وتوفير حماية حقيقية للنساء والفتيات في الفضاء الإلكتروني..